خفايا الروح
تتراكمُ بداخلي العديدَ والعديدَ من التصدعاتِ التي أُخفيها عَمن حَولي، والتي أَضعتُ بِسببها الكثيرَ من الفرصِ الذهبيةِ، ولكنْ غُرفتي تَحتويني وتَحتضني كالأمُ التي تَحتضنُ طِفلها الخَائِفَ من النومِ وحيداً، فَتسمحُ لي بإفراغِ الصرخاتِ المُخبئةِ في أَعماقي وتَمنعني من الغرقِ في بحرِ الهمومِ والآلامِ، ثُم أَسترجعُ قوايَّ من جديدٍ، وأتصدى للأسهمِ التي تحاولُ أن تخترقَ جسدي الضَّعيفَ، فالضرباتِ المستمرة تُعلمني مالم يَستطعْ أحدٌ تَعلُمه أثناءَ تواجدُه على مقاعدِ الدراسةِ، وبذلكَ يزدادُ إدراكي للأمورِ من حولي، وأُحسنُ إختيارَ الأشياءِ، وأَنتقي الأشخاصَ بحذرٍ شديدٍ؛ خوفاً من تكرارِ شعورِ الخُذلان بالنسبة لي، فأنا لا أمتلكُ القوةَ الخَارقة للتصدي للأقنعةِ المزيفةِ، فكلُّ مالدي قلبٌ واحدٌ لا يَنبضُ سوى بحٌبِ لمن يُعاشرهم ويتعاملُ معهم، وأَيضاً عقلٌ صغير لكنه يعي تماماً حقيقةَ الأمورِ من حولهِ، فلا يفكرُ إلا بكلِ خيرٍ، فيتفقُ الاثنانِ على الفطرةِ التي فَطرهم الله عليها، ألا وهي حُبِ الخيرِ للآخرين والتعاملَ بصدقٍ وصفاءِ نيةٍ، بالرغم من السوادِ الذي تَكنهُ قلوبهم الخبيثة.
Comments
0 comments
