مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم أروى عبدالله اليتيمي

نوع النص : نص نثري بعنوان ذات يوم

“ذات يوم”
نجلس تحت شجره صداقتنا كما أحببنا أن نسميها ، أنا و صديقتي التي عاهدنا بعضنا البعض بأننا لن نفترق و أن صداقتنا ستكون أبديه أمديه أزليه لنهايه عمرنا، يخلدها التاريخ و نحكي عنها لأحفاذنا ، ها نحن نتبادل الحديث الآن عن مستقبلنا الذي خططنا له أن يكون برفقه بعضنا البعض ، و أن فشل الأخرى فشلنا كلانا و نجاحنا كذلك فلقد اعتدنا دائما على أننا روح واحده في جسدين ، ه نحن الآن نختار ثانويتنا التي سنرتادها مع بعض و ثم الكليه التي سنرتادها و أي تخصص سنختار حتى مكان عملنا اخترناه وسط ضحاكتنا بصوتنا العالي لتشهق صديقي شهقه خفيفه و تقول لي: “نسينا الواجب” لأرد عليها :”أي واجب” لتقول: “واجب حرف الميم الذي يتوجب علينا كتابته عشر مرات هيا بسرعه أفضل من أن نحصل على عقاب وخيم من المعلمه سُليمه غدا” فنحن لازلنا في الصف الاول ،لنقفز نجري و نودع شجره صداقتنا من بعيد بعينينا
لنشرع في كتابه واجبنا و بعد ان انتهينا امسكت بيديها و أمسكت بيدي و نحن نضع نفس الأساور حول معصمينا لنقول في نفس الوقت و بصوت واحد “معا للأبد” لم أدري حينها أن الوقت كفيل بتغيير كل شيء و للأبد ، الصديق يمكن أن يتحول إلى عدو و القريب إلى غريب بعيد ، دائما ما كان الجميع يحذرني من شده تعلقي بها بقولهم “احذري ان يأتي ذات يوم و ترحل عنك و تتركك وحيده”، لقد كانت أقرب لي من روحي.. مرت الأعوام ..و جاء ذات اليوم الذي حدثني عنه الجميع اقتربت مني شعرت بشعور غريب حينها لم تكن هي صديقتي صديقه روحي التي أعرفها التي ما إن آراها ، أرى’ ابتسامتها التي ترتسم على شفاهها جلسنا تحت شجرتنا و بدأت الحديث عن صديقاتها الجدد و أنها تحبهن جدا كانت نبره صوتها و تصرفاتها معي قد تغيرت جدا فقد نقلها أباها إلى مدرسه أخرى في آخر الأعوام و لم نعد نرى’ بعضنا كثيرا حتى أنها قد أتت اليوم بعد إلحاح شديد مني،و ما إن انتقلت إلى تلك المدرسه و هي لم تكف عن الحديث عنها ، حتى أنها نسيت ان تسألني عن حالي و أحوالي ، لأنظر إلى يدها و أرى’ تلك الإسواره حول معصمها و لم تكن إسوارتنا لأقول لها “إسوارتك جميله “لتقول لي هذه “إسوارتي أنا و صديقاتي في المدرسه” لأسألها “و إسوارتنا أين” لتقول “إنها في الدرج خلعتها منذ أشهر” لأبتسم إبتسامه خفيفه و أخفض رأسي لأرى إسوارتنا مازالت في يدي و أقول لها” لا بأس ف حتى هذه جميله “لترد بسرعه” نعم إنها أجمل بكثير” ، لأدرك أن الآن قد حان الوقت ليأتي “ذات اليوم” الذي أخبرني عنه الجميع قد أتى لأنسحب بهدوء شديد .. ف انسحبت بهدوء و قلت في نفسي إن أتت فأنا هنا موجوده دائما مرحبا بها ، و إن لم تأتي فسلام على صداقتنا لم أكن اريد أن تكون نهايه صداقتنا هكذا أن تندثر للأبد، لم أرد ذلك و لكن الوقت كفيل بكل شيء حرصت على أن أودعها جيدا ذاك اليوم عانقتها و قلت لها أنني أحبها جدا و أنها ستظل أفضل صديقه لي لم تطل العناق و ذهبت مسرعه حتى من غير أن تقول وداعا.. توالت الأيام و الشهور و الأعوام و لم تعد تحادثني و لم تأتي أبدا للشجره منذ “ذات اليوم” أصبحت وحيده أنا و شجره صداقتنا التي بدأت تبهت تدرجيا منذ عدم قدوم صديقتي منذ “ذات اليوم الذي ظننت أنه لن يأتي في يوم ما”

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم الكاتبة ملاك محمّد الأطرش

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم مروة ابو الوفاء
التالي
نص نثري بقلم ميساء رمضان سليمان

اترك تعليقاً