مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم الكاتبة ملاك محمّد الأطرش

يعتريني فضولٌ دائمٌ حولَ الرَّجُلِ الّذي سأحبُّ .. بل بالأحرى حول “أنا” الّتي سأكون.
حركاتي، رعشةُ جسدي، اختلاجُ قلبي !!
أعرفُ عنّي أنّي -في حالاتي العاديّةِ- فتاةٌ صامتةٌ أمامَ شخصٍ أقابلُهُ للمرّةِ الأولى، أو زميلةٍ لم أعتدْ وجودَها بجانبي. ولا أحبُّ مجالسةَ الضّيوفِ أبدًا، لا لشيءٍ يخصّهم إنّما لشيءٍ في داخلي لم أجدْ تفسيرًا له إلّا وحدةً عائدةً لطفولتي حيثُ أنّي كنْتُ عاقلةً جدًّا، عرفَتْني معلّماتي الأكثرَ هدوءًا وخجلًا، المتحيّزةُ لمقعدها؛ لعالمها…
أمرُّ بغريبٍ في الطّريقِ فتتغيّرُ مشيتي وربّما أتعثّرُ ، أرتبكُ فأمثّلُ أنّي منشغلةٌ في هاتفي، في شالٍ على كتفي، أفركُ عيني، أو أحكُّ أنفي ..
أتساءل يوم ألتقي شخصي إن كان سيلحظُ هذه التّفاصيلَ، وأيّها سيحبُّ !
لو عرفْتُكَ من الوهلةِ الأولى أنّكَ أليفُ العُمْرِ ومسّني قلقٌ، هل ستُعْجَبُ بضمّي ليَديَّ الصّغيرتينِ إلى بعضهما وفركهما وكأنَّ كلًّا منهما تطمئنُ الأُخْرى؟ هل سيُزعجُكَ إن طقطقْتُ أصابعي أو هززْتُ رجلي اليُمنى مرارًا؟
أتساءلُ أيًّا منها ستحصلُ معك، أتساءلُ إن كان لديّ أُخرٌ لم أعرفها واكتشفتها أنت ..
لكنّي أعرفُ؛ حقَّ المعرفةِ أنّكَ لو ابتسمتَ ولمحتَ عينيَّ متألّقتين بِوَميضٍ مثيرٍ، فهوَ لكْ.
معكَ .. يومَ تعلو حُمرَةٌ خدَّيَّ، ستعرفُ أنّي عشقْتُ ..

م

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مقال بعنوان الغريب والجميلة بقلم الكاتب مالِك حمّود(نص نثري)
التالي
خاطرة بعنوان أَبجدِية التَوقْ للكاتبة براءة حاج بكري

اترك تعليقاً