مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلما منى اليازوري و مروة أبو الوفاء

{رقصة مع غريب}

الأردن
( نص نثري )

أسمعك،
حيث تراقصني يديكَ و نتمايل سويةً بينما الموسيقى تغنّي لنا!
هناك،
أستقرّ
حيث يداك،
كأنّها وطني،
أي المواطن البعيدة عن استقرارٍ لا معنوي؟
تراقصني فتهتزّ أوطاني على الأكتاف وعلى الأكتاف أيدينا،
وعلى خصري يداك تراقصني،
تلتقي الأعين فأراك، لا تراني كما قد أراني أنا، المعجزات بحقيقتها أم كلثومٌ لها الأنغام؟
نتمايل هنا بلا كلثومنا وقيصرنا، صوتك يناديني فأسير إليك متمايلة،ً تقدّمك قدمي بخطوتها وتعلوني يداك تعزف على شعري، يا موسيقار العمر بصوته، لا صوتًا يعلوك ويعلوني،
أأنت الخيال يا حقيقة أم أنت الذي لا تعوم بغيري؟
والماء يفيض على خير ملامحي فتقبّله ونميل معًا لقبلة لا عراك بها.
أكانت أحبالك الصوتية تسير بي إلى اللاوعي، تسرقني من رقصتنا و تطيح بي إلى محطّاتٍ فيروزية، حيث ننتمي أنا و أنت و رقصتنا.
موطني أنتَ،
و عند مغيب الشمس و مغيبك، تفرّ آخر ثلاثة حروف فيكَ، و تحلّ التاء حيث أرتمي ب عدوانيتي .
تناديني
ف أجيبك،
و أنتَ الذي بلا جواب،
و أنا أجوبتك الوحيدة،
أنا هنا،
حيث نحن نتراقص و أنظر -لسمائي الأخرى-عيناك،
أتساءل هل أنتَ من المغيب أم من الشروق ؟
أأنتَ النجوم أم الكواكب؟
أم أنتَ إحدى أقماري التي تهرب مني بينما أبحث عنها في صباحي المتعب؟
و أبقى بلا جواب و أنا المترّفعة عن الأسئلة.
تراقصني يا صامت الروح على نغمك، حيث الشمس التي لا تشرق والليالي الدافئة،
أترى الأنوار البعيدة؟
أهي نجومنا أم نجومٌ أخرى حيثُ الآخرون لا يرقصون؟
أترى القمر الذي لا يرى؟
ونحن الأقمارُ خارجةً من الأفلاك!
لا يتراقصون فلم يعلموا أن الألحان تحيي وأن صمتهم يميت، زد من ضوضائنا لينطق صمتهم ولنرقص جميعًا تحت عناوين الصحف.
هل تحللّ يا سيدي؟
أن أدوّن رقصتنا في إحدى رواياتنا الأسطورية، بين رسائل كافكا إلى ميلينا،
أو بين لقائات قيس و ليلى،
أو فلتكن صورةً معلًقة بينما زوجة دوستويفسكي تودّعه بكلماته الغرامية و هو على فراش الموت،
أأنت موتي و أنت الحياة في وسط تمايلاتنا ؟
أأتحلل رقصتنا يا سيدي على عابدةٍ مترفعةٍ عن أجوبتها إلّا لك؟
لتعفو عن سرقتي لحظاتنا وتدوينها، أخاف أن تتوه من يدي وتكون أمامي لا ترى، لتكن سرقتي حلالًا تحلّله وذكراي اللتي تبقيك في قلبي وفي روحي،
ولتراك عيناي بها،
لا تخف،
لا أناس هنا يحسدوننا، فأهتزازنا زنًا ،
لا رقص يفهمونه،
لن يلحظوا تناغمنا ولن يرغبوه، أتخاف بدورك أن يعرفوك؟
وأنت الأجنبي عنّي وعنهم، لن يعرفونك ولا أعرفك، لتسر رقصتنا إلى نهايتها فأحتضنك وأنتَ تفشي لي بسرك، ما اسمك؟
أحبيب الروح أنت واسمك اغنية؟
لتعزف ولأقل أنّني احبك،
لا تخبر أحدًا يا رفيق، فأنا أفشيك أسراري منذ بداية تمايلاتنا و أنت الصامت وسط ضجيجنا،
أهذا الضجيج فعلته أنا أم كان مصدره دقّات قلبك؟

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم ليلى قرقور

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم مروة العرفي
التالي
نص نثري بقلم إيمان عادل الكرغلي

اترك تعليقاً