خاطرة

كنتُ أُريد النوم يا أُمي بقلم تالا باسم الحوراني

كنتُ أُريد النوم يا أُمي ….

عدتُ منهكاً من عملي ، كان ذاك اليوم متعباً حقاً
كنتُ أرغب بأحتضان وسائدي لا أكثر
ومن فرطِ تعبي لم أستطع تعداد خراف النوم
فوقعت في أحلامي بسرعة ، أو هذا ما خال لي
كانت أمي غاضبةً جداً ، وكانت تفتعل المشاكل -كعادتها –
أفزعني صراخها على أحد إخوتي
أنا حقاً مُتعب ولا أريد الدخول بأي نقاش يقال أو يُفسر
فأغمضت عيني محاولاً للغرقِ مجدداً
ولكن الخير لم يكن في قاموس أُمي اليوم
زفرتُ بقوةٍ ، فيكفيني المعارك التي أخوضها في الخارج
فأنا السيف وأنا عدوي وأنا جنودي
فالسيف قد أكتفى من رائحة الدماء
ولكن أُمي جعلت المنزل معركةً أخرى في حياتي
أُمي خصم لا يرحم
وأنا كنتُ دائما يتيم الأُم ، فأنا لم أشعر بحنان أُمي
ولكن الجنة تحت أقدامها ، وكنت أستنكر بأن الجنة قد تكون وراء هذا الجحيم
حاولتُ تقبلها وحبها ولكنني كنت أخسر دائماً
لا أنكر بأن لديها ميزاتٌ ، ولكن مساوئها كانت طاغية أكثر
لم استسلم لمحاولات إدخالك قلبي ،
حاولت كثييراً يا أُمي ، صدقيني !!
كنت أشعر بأنك لم تتقبلي ذاتي ،
وكنت أتساءل ؛ اذ كنت أنت لم تتقبليني ، فإذن من هذا العالم ليتقبلني ؟
كانت جفوني خائفةً من صراخك ، قلقة من أن تُغلق دون إذنك

إقرأ أيضا:سلطة الدجاج المسلوق مع الخضار

كنت أتمنى أن تستقبليني بحنان وسلام هذا العالم يا أُمي
ولكن لا بأس ، فأنا كنت أُريد النوم ، النوم فقط

تالا باسم الحوراني-الاردن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
دعني اهرب إليك بقلم تسنيم فارس صندوري
التالي
دعنا نتأمل رموشك بقلم زلفى فؤاد سودة

اترك تعليقاً