مقالات ونصوص متنوعة

مقال أدبي بقلم رتاج نورالدين الزروقي

– ما تحت رداءِ الحرية

• خريفُ النقدِ قد حان آوانهُ

يقول شوبنهاور ” على قدر النقد الموجه إليك تكون قيمتك ”

يظن البعض ولربما كنتُ من صفوف إعتقاداتهم أنّ قيمة المرء تمكُن في الأراء الإيجابية عنه ، فهل هذه حقيقةٌ مطلقة أم أنها جزئيةٌ مكشوفة منها فقط؟!

عزيزي القارئ عليك أنّ تفهم أنّ نظرة الناس لك قد تُبينُ معادنهم هُم و بقدرٍ أقل سترسِمُك ؛ و غالب الحين ترى أنّ السفيّه يتعدى عليك لأنك كنت في تيارٍ يودُّ لو كان نملةً تسيرُ في طريقه!

لا أُطيل عليك فأنني أرنو إلى ذكر نبيّنا محمدٍ منذ المطلع وهو بيت المقصد الذي أتحدث عنه ، ببساطة إنّ نيران العداوة التي اشتعلت في قلوبِ المُستهزئين بمحمدٍ لم تكن ولا تزل سِوى ميثاق عظمةٍ يُعترفُ بهِ في ذكر تاريخه و أعماله التي كانت برداً وسلاماً على البشرية جمعاء.
وأجيد بالذكر أنّ الرسوم التي تتنافسُ جرائدهم على نشرها لا تَمِتُ إلى محمدٍ بصلة ؛ نبيُنا أعظم من تفاهاتهم الممزوجة بالحماقات المطوية و المرميةِ في قمامة التاريخ.

أظن أن أقنعة النقدِ قد تساقطت بعد هذه الأسطر، صحيح؟!

• عنصريةٌ تتزينُ برداء الحرية

الأعظم كارثة مما سردته للتو هو أنّ الطرف المُتعدي يظن نفسهُ أعظم منه صلى الله عليه وسلم ؛ لا بل يظن أنه أقرب لِ السلام منه ، الجديرُ بالذكر هو أننّا لم نسمع قط برسومٍ ساخرة في حق هتلر الذي دمر حياة الملايين في عصوره المظلمة تلك ، ولم نرى الحكومة الفرنسية يوماً سارعت لإخماد نار العنصرية التي تنهشُ أطرافها والتي غالباً ما كان المُسلمين أول ضحاياها حرقاً.

إقرأ أيضا:طريقة عمل تشيز كيك فراوله

دعك من هذا ، كيف لدولةٍ تتدعي أنها من الدول العظمى أن تستهزأ بديانةِ ثالث أكبر جاليةٍ- والتي تمثل 8.8% من إجمالي سكانها – مُقيمةٍ على أراضيها ؟!
يبدو أن فرنسا لا تميز كثيراً بين الحرية و السخرية وقد بدا ذلك واضحاً من سياساتِها المنجرفة عن تيار المنطق.

لم تكن الحرية يوماً في التعدي على أطرافٍ يحملون معتقدات ولو كانت زائفة ف كيف بالتعدي على معتقدٍ راسخٍ ثابتٍ لايزول لأنه الحقُ بأم عينهِ.

لا تكُن ساذجاً إلى الحدّ الذي لا تُميز فيهِ بين الحرية التي تبزغُ كالفجر و إن غابت وبين العنصرية المُتخفية برداءٍ زائفٍ .

• فطرةٌ سليمةٌ قد تشوّه العالم

إنّ الفطرة السليمة هي المسالكُ المغناطيسية التي لا نستطيع أن نمضي إلا في رحابها ، لذا أنظر و أمعن النظر من حولك كثيراً من منّا يدعو إلى ضرورة إحياء هذه الفطرة والعيش تحت ظلالها أنحن أم هم؟!

إن ثمن تشويهِ الفطرة البشرية سيشتري لك الكثير من الراحة و الحرية على حدّ قولهم ؛ يمكنك أن تسفك دم أي إنسانٍ لايعجبك المهم هو أن لا تراك الشُرطى ، نعم نعم يمكنك أيضاً أنّ ترمي والديك في الشارع و أمام أعين المارة ف برُّهما قد يقيد حريتك ويقلق راحتك،
لا أنسى أنه بإمكانك أن تقوم بعلاقاتٍ كيفما أنت تشاء الشرط في ذلك أن تتجاوز الثامنة عشراً فإنّ تجاوزتها أُبيحت لك الجرائم في حق نفسك.

إقرأ أيضا:هواجس وسط المحيط، بقلم : منال إسحاق الجوابرة ” نصوص نثرية ”

أتعلم؟! ، لا تغرنك عظمة هذه الدول ما دامت لا تتعامل مع الجانب الرئيسي من حياة الإنسان كحوائجهِ النفسية ويقينٍ تامٍ بأن ما من مسلكٍ يخوضه أحدٌ منّا إلا و كاميرات المُراقبة تعاينه أيقدم خيراً أم شراً .

الشاهدُ بالذكر أنهُ لم يأتِ أحدٌ بمنهجٍ يُربي الفطرة في كنفهِ كالذي أتى بهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، حقوقٌ على عاتق الفرد و أخرى إليه تسري حُباً وكرامةً ، و لا أنسى كيف رسم خطوط المودة بين أطراف المجتمع برعاية حق الجار و إثراء الإيثار و التعاون .

باللهِ مالذي تتوقعه من سيدِ قومٍ وقف لجنازةِ يهودي!
وعندما سُئل عن السب أجاب – فيما معناه – أ وليست نفساً ؟!

إن هذا الموقف شاهدٌ لايرتدُ له طرفٌ على أننا اليدُ العليا لا السُفلى خصوصاً عندما يتعلقُ الأمرُ بحقوق الإنسان و حريتهِ .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
PRIVACY POLICY
التالي
نص نثري بقلم إيناس أحمد بيرقدار

اترك تعليقاً