خاطرة

ذاتُ الوشاح،بقلم:أمجد سامي صوافطه

ذاتُ الوشاح
عُدنا نتسامَرُ في الفجرِ الأليلِ، كأنّ ما كانَ بينَنا ما كانَ، عُدتَ تشاكِسُني، تطلبُ مني أن ألتفَّ حولَكَ، أن أمزج القهوةَ بعبيرٍ من الشّفاهِ، نستمعُ وأنت بقُربي، نتحدثُ عن ماضينا الجميل، حين كنتَ لا تزال صبيًّا.. تُغريكَ ذاتُ الوشاحِ المكشوفِ والرقبةِ الطويلة، يُزعجك صمتي المُطوَّل، يزعجك تقديريَ الجليلِ للمسافاتِ بينَنا.. أرفضُ قطعًا أن تقتربَ مني حَدّ النَّفَس، أُجبركَ على تقبيليَ بطُرُقٍ عجيبة لم تكن واردةً في سِجِلّ العِشقِ.
والآن كَبُرتَ يا عزيزي، ما عادت تُغريكَ تلكَ، تخبرني كل ليلةٍ أنها بليدةٌ وباردة المشاعر، أنها لا تفقهُ من الحبّ شيئًا، وتخبرني أيضًا أنك أحببتَ صمتيَ، وهواياتي، كتاباتي المليئة بك، تلك المقاطع، تلك الصور اللتي تجمعنا، تخبرني كل ليلةٍ بها.. ولكن أخبرني، كيف لي أن أُقَدِّرَ هذا؟ تعلم أنني لا أستطيعُ التعبير عمّا بداخلي سِوا حين تكونُ بجانبي أنت وَ عُلبة السجائر، وكيف تكون؟ وذاتُ الوشاح المكشوفِ لا تنفكّ تزعجك كل ليلةٍ وتؤرق نومَكَ لتخبرك أن ابنتكما لا تزال، لا تزالُ تَبكي!
أمجد سامي صوافطه

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
معركة الغموض،بقلم:نور ابو الشوارب
التالي
الحزن المكتوب،بقلم: تمارا أشرف ضيف الله

اترك تعليقاً