قد رأينا الذعرَ يمشي في المرايا والورقْ..
في بلادي تشتهي شمَّ الهواءِ الطّلقِ… يا لَلذُلِّ.. قد نهبوا العبقْ !
في بلادي .. أنفسٌ ذاقتْ مرارَ الرّعبِ حتى باتَ طعمُ الرعبِ مألوفا … كعطر الياسمينْ …
في بلادي.. فجأةً.. تأتيك نارٌ تشتهي زيتا وتينْ..
هل تطمعينَ بلقمةٍ نحيا بها .. ما أُنبتتْ لولا العرقْ.. !
لا ما ملكنا غير هاتيكَ الحقولِ… قد احترقْنا.. إذ مُحيّاها انحرقْ
ملءُ عيني جُرّدَ الزيتونُ من ثوبٍ بديعٍ واحترقْ
ملءُ عيني كانَ وهجُ النّارِ يجتاحُ الحدقْ
كل شيءٍ في بلادي صار دمّا أو مِزَقْ..
ألفُ نارٍ طالتِ الأحلامَ والأرزاقَ والأرواحَ والأجسادَ ..
نحن اليومَ أحياءٌ بصدرِ الموتِ.. ما متْنا ولكنّا انتثرنا كالورقْ.
إن صوتَ الحزن في قلبي جحيمٌ لو نطقْ.. لو نطقْ… !
أخرَسونا…
لو وضعتَ اليومَ كفّاً فوق صدرِ الجائعينَ.. لما خفقْ..
يا نسيمَ الرّيحِ .. هل تأتي بغيثٍ… أو غرقْ.. !
أغرِقونا .. إنّما هاتوا الروابي والحبقْ..
هاتوا لنا الزيتونَ والليمونَ … هاتوا لنا قوتَ السنينْ..
إقرأ أيضا:ابنة كانون الأول والمطر بقلم سجى ياسرهاتوا بيوتَ النازحينْ.. هاتوا طعامَ الجائعينْ…
هاتوا الرّمقْ…
ماذا ؟ احترقْ… كلّ الرّمقْ ؟
وطنٌ بكلّ رياضهِ وفلاتهِ الآنَ احترقْ؟؟..
بقلم : بلقيس حيدر
Comments
0 comments