خاطرة

“من غصّة فؤادي إليك” بقلم حنين نجيب أبو سرحان (خاطِرة)

” من غصّة فؤادي إليك ”

إلى رجُلي العظيم الخائن ..
ها أنا عُدتُ أكتب لك من جديد لأنّني لا أرى ملجَئ للوصول إليكَ سوى بتلك الحروف الّتي رُبّما تُقرأ ورُبّما تتلاشى هباءاً ، أعلم بأنّني تأخرتُ عليك وأنّك تشتاقني كثيراً لكن كلماتي كانت تحتضِر ببطئٍ كلّما أمسكتُ قلمي لأكتبَ لك تتناثرُ أحباري علىٰ الورق ، ستكون رسالتي لك عاريةً من مشاعري لأنّني جئتُ لأُخبركَ عن حالي وأحوالي لم أتغيّر كثيراً فأنا ما زلتُ اختبئُ في حجرتي الكئيبة أجلس أعِدُ قوارعي الحارقة وأثلِجُه بذكراك ، لا تقلق ما زال حبّك السّرمديّ يغلّف داخلي وما زلت تسكنني إلى اليوم ، رسالتي هذه لك لأعلن انسحابي أكتبُ حروفي وأنا جالسةٌ على مقعدك المفضّل وأحتسي من كوبِ قهوتك وأنا أدفنُ ذِكراك في داخلي، رُبّما ستراه من اللّامعقول أن أفعل لكنّني أقسم لك بأنّني سأفعل سأجلسُ هنا مرّةً ومرّات ولن أُبالي سأتذوّقُ ملذّاتِكَ ولن يهزّني حنيني وأشواقي، لا يرتجفُ داخلي كلّما تذكّرتك وأدمعي تأبى النّزول ، هذا ما كنتَ تريدهُ من البداية لماذا أنتَ حزينٌ الآن؟
فاتَ الكثير يا حبيبي وتعايشتُ مع غيابِكَ المُرّ إنْ كُنتَ ستكتبُ لي هذه المرّة لا تفعل فأنا لم أعدْ أنتظر كلماتكَ الكاذبة ولن تُجدي نفعاً مهما كتبَ قلبك الجّلف ، اذهب أنتَ وهو إلى مقبرةِ النّدم وتذكّر كلماتي تلك فأنا أكرهك وأكره ذاتي الّتي أحبّتك تلك كلماتي الأخيرة لك لن ألتفِتَ مرّةً أُخرى ولن أنتظركَ على سِكّةِ الأمل بعد .
إلى اللّقاء يا لعنتي.

إقرأ أيضا:لون حياتك بقلم راما رائد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ياسمين نازف بقلم:”بتول حسين ابو عرابي”
التالي
لا أحدٌ أمّي،بقلم: رزان الحموري”نص نثري”

اترك تعليقاً