خاطرة

طيف راحل بقلم:”هدى الخالد”

لا أزال في ذهول الصدمة!!
غيرَ قادرٍ على تصديق رحيلِك، فأنتِ لا تفارقين مخيلتي …

منذُ دقائق كان انعكاس صورتُكِ في بؤبؤ عيني، ماذا حصل لِمَ
لم تخبريني أنكِ راحلة؛ لكي أستنسخ صورتكِ من عيني وأضعَها كالعدسات اللاصقة حتى لا تفارقيني …

دموعي تتسابقُ وكأننا في حلبة، وهي تتبارز من سوف يفوز أولاً ؟
لقد كانت دموعي تنسجُ من معاناتي رسائل بطابع الآهات، لقد كُنتِ نقية كدموع التَهجُّدِ ” طاهرة كالمآذن ” …

كيف لأحدٍ مثلكِ مغادرة هذا العالم، الذي كُنتِ فيه كقطعة سكر في كأسِ شايٍ مُر ؟
ألم تكتفِ تلك الأرض بعد من حضن جثثٍ هامدة وقعت عليها من بعدِ تعب؟
ألم تشبع من شرب الدِّماء؟
هل لايزال لديها متّسع من ملء فاهٍ بما يضمنُ شبعها ؟
لربما تأخذني بين أحضانها وألتقيك؟
أصبحت أبكي دون دموع، أصرخُ بصوت غير مسموع!
عقلي تاه في متاهات ذاكرة الحزنِ والحنين، وقلبي أرّقَهُ غيابك! تجتاحُ خلجاته سهام الشوق والجوى …

من سوف يُلملم دموعي بلهفة وخوف من سقوط إحداها على الأرض وكأنها لؤلؤٌ منثورٌ ؟
من سوف يطبطب على كتفي عندما تخذلني الدنيا عندما تتكاتف علي مصاعب الحياة ؟
كيف يمكنني وصف معاناتي، كيف يمكنني أن أسجل قصتنا داخل أروقة روحي لأفي ولو لومضة قصيرة في رثائك ؟
هل ثمة متسع لي داخل كفنك ؟

إقرأ أيضا:خاطرة ” قارئ القلوب” بقلم إسراء العواسا

أصابعي تمتد دون أدنى تفكير لوصف حالتي التي لا يُرثى لها!

منذ مغادرتك نسمات باردة سرقت الدّفء من عُمري
كيف انتهى بي المطاف هُنا!
متى غادر الشبّابُ جسدي، ليترُكني أحاول التَمسُّكِ بحياة لفظتني منذ رحيلك؟ …
فزوبعةٌ أحدثت ضجةً مألوفة تَصُمُّ أُذني؛ لِتُجبِرَ طائِرةَ ذكرياتي على هبوط مفاجئ في ركن الحياة …
عقلي يتساءل هل كان من المجدي تجريدي من ذاكرتي على أعتاب الانتحار؟
فأنا الآن أنعي نفسي قبل نعوتك!!

الرحمةُ لنا ولأفئِدتِنا المُتعبة..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم رامية تنن
التالي
مقال بقلم الأخصائية الإجتماعية دعاء عميرة

اترك تعليقاً