مقالات ونصوص متنوعة

لقاء، بقلم: باية ناجي لوصيف

 

ها قد أشرقت شمسُ يوم التّلاقي فَأرسلت نورَها الذي إخترقَ حشاشَتي ،أرسلت خيوطًا ذهبيّة نَسَجت بِداخلي بِساطًا فيروزيًا، فتَحتُ نافذتي فأهدَتني العَصافير لحنًا قبَطيًا، تهلّل وترقص وكأنّها تهنّئني بمناسبة هذا اليَوم..

طاولة تحتَ شجرة الياسَمين في شَهر آذار، تمطرُ علينَا بأزهَارها النّاصعة البياض وكأنّها تعبّرعن فرحتها بلقائنا.

صوتٌ في مَسمعي يُناديني ..

آنسة !

يا آنسة ..!

أوه المعذرة … فَقد تِهتُ قليلاً في عَينيكَ، وتلوّنَ قلبِي بِلونِ وجنتيكَ،وألفَى الكلامُ في شفتيكَ ،هلاّ كنّفتَ قلبِي بِدفئِ كفّيكَ !

هلاّ أخذتَ بِيدي إلى عالمكَ!

دَعنِي أَتيهُ هُناكَ في النّهاية هَذا عالمكَ فسَألقاكَ …

نظرتُ لعينيهِ بلهفة وقلتُ في قرارة نفسي ..كنتَ بالأمسِ نجمًا سرمديًا يزيّن سماءَ أحلَامي، واليوم قمرًا بلّوريًا يضيءُ وِجداني، لابدّ أن أعلنَ إستسلاَمي .

قبل اللّقاء كنتُ أقول : سَألقاه وأحدّثه عن أيّامي ،وتفاصيل أحلامي، فاليوم هو أمَامي وأنا أصبحتُ كتلة صمت حتّى ظنّ أنّني لا أبالي..

أذكر أنّني قد غرقتُ في تفاصيلهِ، وإبتسامته هزّت كياني، هلاّ لملمتَ ماتبقّى منّي يا مَأمني وأماني، ظننتُ حينها أنّني لن أنجو من غرقِي لكِن لن أنكرَ أنّه غرق من نوع آخر.

إنتهى يوم التلاقي ياكلّ رفاقي هلاّ بقيت معي وما الكلّ باقي أخبرني ماذا أفعل عند إشتياقي،هل أجعل هذا اليوم ذكرى جميلة أرويها لنفسي أم جرعة تهدّئني عند إختناقي …

إقرأ أيضا:زراعة النعناع فى المنزل

كان يومًا مميّزّا حتّى الوداع كان على أمل أن نلتقي مجدّدًا !

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خربشات، بقلم: الاء رضوان عيسى الصمادي .
التالي
واقعٌ مرير، بقلم: جودي أحمد كيلاني

اترك تعليقاً