مقالات ونصوص متنوعة

إحدى ليالي سبتمبر بقلم مروى بالنور المهدوي

إنها احدى ليالي سبتمبر الحارة، حيث قررت أخيرا اعتماد روتين يومي قاس على ما يبدو، “كل الأشياء منطفئة فلا أكاد أرى حتى ظلي على كل حال”، بدا لي أن هناك جدوى ملحه من ضرورة استيقاظي باكراً جدا لإتمام العديد من اموري العلمية المعلقة، التي لا تسع لها ساعات اليوم الروتيني هذا مهما قيض لها من اتساع، مرت حوالي ثلاث ساعات وبضع دقائق على اضطجاعي في كنف فراشي، لأنهض عن متكئي على أصوات القنابل وهفو الرصاص، تلك الأصوات التي قد خالفت مقولتي المزعومة “ينام الكون كعادته عندما أقرر النهوض”، فالكل كان مستيقظا على غرار ما أزعم، بضع ثوانٍ حتى باشر إدراكي المربك بتحليل ما يجري، فبين وعي مرتبك وعقل نصف مستيقظ وربط كانت الإحتمالات، لا أحد يحاول قتلي وهذا ما يهم، استلقطت هاتفي أتصفح الإنترنت لأشاهد عدد من الأطروحات المتراشقة والمتناقضة التي كان مفادها: خروج تظاهري لبضع ممن طفحوا العيش الردء، “وحكو رؤوسهم وافرنقعوا كالعادة من غير جواب”، مع الكثير من الأطروحات التي تنصف كعادتها نظرية المؤامرة وقوانين التقدم الرجعي، لأقذق هاتفي بعيداً عن محياي، إنه الشعور الذي لا أجد مبرراً لوجوده، فما عاد في أمور الموطن ما يغريني، وهذا أمر مستهجن بعض الشيء “إنها الأوقات التي أنفي فيها بلادي”، عدت مجدداً إلى فراشي لإنهائي أمسيتي التي جعلتها جميلة بإبتسامتي وعزلتي وبهجتي وبقلادة كنت ارتديها، فلا شيء هنالك مهم، ما يهم حقاً هو أنني اخترقت قاعدتي الروتينة القاسية لصحوي لوقت متأخر جدا، كما أنني أكتب الآن بنصف عين واتناول وجبة صغيرة لذيذة مما جعلها تبدو كالإعتذار، وجبة طيبة ولكنها ليست خارقة.

إقرأ أيضا:طريقة عمل بطاطس ودجز

مروى بالنور المهدوي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اقتباسات من رواية أنت لي
التالي
صدفةٌ عادلة

اترك تعليقاً