مقالات ونصوص متنوعة

 فيلاوتيا،بقلم:نادين بلال العتوم

فيلاوتيا
استيقظت عند الثالثة فجرآ نهضت من سريري وجدتني اقف امام الحائط الكبير على رؤس اصابعي ورأسي يميل الى اليسار ببطء اتمحص الجُمل المعلقة عليها واُمسكُ قلم وابدأ بالكتابة بشكل معكوف بل وهستيري حتى فقدتُ السيطرة على يدي و غبتُ عن الوعي، استيقظت في تمام العاشرة ذهبت الى المرحاض مروراً سريعآ في المرآة لأرى ندوبآ تُشبه كلمات غير مكتملة كتلك اللعبة التي يخصصون لها زاوية في الصحيفة، اقسم أن عيني كادت تسقط من هول ما رأيت وكأني تعرضت لاعتداء شرس اتلفت سبعون ألف لوحة بعمر الظلامٍ والورد في ليلى الهجوم الاولى منذ ذاك الحين قررت هجر الكتابة، الامر ابسط من تعقيد الفلسفة لكنه سلس، هش؛ مرعب لم ادرك خطورته خضت حرباً نرجسية لا يمكن اهدار قيمتها عبثآ كُنتُ الى ذلك الحين شبه غارقة في غيبوبة عكسية لا اشعر بشيء، جسدا متصلب ونصف قلب يخفق وسكون مميت، حارق حاولت جاهدآ تجاهله وبررت مايحصل ماهو الا حالةُ اعتياد ستزول مع الوقت كنت أريد أن انفجر؛ تخيل معي انسان ينفجر حروف وكلمات في أقل من ثانية هكذا كنت. حسنآ “حسنآ سوف أروي لكم منذ البداية اصابتني قشعريرة مستمرة اصابع يدي تتتحرك بشكل جنوني كطفل ابكم يحاول أن يقول لي شيئآ ولم يستطيع يحاول جاهدآ التعبير لي عم بداخله اراه يلوح لي يمينآ ويسارآ أُجزم أنني اكاد إن ارى قلبه ينبض خارج قفصه الصدري وكأنه يخوض مارثون تمامآ كارض زهُقت عطشآ كانت تسعى جاهدة كي تخبر مالكها بانها تريد حبآ وبحورآ لترتوي؛ كعازف يرى البيانُو بعد كسرٍ كلتا يداه تصيبه حكة ورجفة بالصدر كأنه بركان ثائر يريد ان يزيل الجبيرة يشتهي تحريكهن ولا يهمه أن فقد اصابعه في سبيل ارضاء شهوة عشقه؛ اشتهي أن أُعيد صنع حبٌ قد اخدته مني الحرب هكذا كان شعوري المتعطش للكتابة يشبه تمامآ سؤالهم لك حين قالوا بعد خمسة عشر عامآ من الضياع إوصف لنا شعورك حين تتكور داخل حضن امك للمرة الاولى.
*هل حبُ كاتبة امرآ خطير الى هذا الحد ؟
صرخت حتى كادت صرختي تجرده جمجمته – ماذا تعلم أنت عن قيمة عشقها كم تحارب حبها وتحارب لأجله اتعلم حتى ماذا بمقدورها ان تقدم ؟ان تحب كاتبة :-
يعني أن تصنع لك من جلدها معطف الأمان.
أن تبتلع حرائق صدرك في وجهٌ مبتسم
أن تروي عطشك وتسقيك ماء عينها
أن تشعر بكل ماتشعر وتفكر بكل ماتفكر به دون أن تنبس ببنت شفه حتى
أن تُسخر الكلمات لطبيب يداوي جرحك لأم تحيكُ قلبها لتصنع منه كمادة لتخفض حرارتك وتنسيك كل امرأة وقعت في حبها سابقاً؛ وتصنع منك ملاكً ربما نبياً وتكتبك راوية من حبر الجنان يتلهف الجميع على قرأتك بل أكثر للحصول عليك.
أن تحب امرأة كاتبة اي أن تعيش مرتين عمرين متتاليين بين ستة عشر كوكباً؛ اما تطعمُك الهناء أو تزرع بداخلك الداء الذي لا شفاء لك منه.

إقرأ أيضا:الانتحار، بقلم: ندى جمال شاهين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
سماء حُب،بقلم:هبة شدود
التالي
168 ساعة نحو السماء،بقلم:نادين بلال العتوم

اترك تعليقاً