مقالات ونصوص متنوعة

بعثرت قلوب بقلم ميس عالية

الْمُقَدِّمَة :
عجزتُ عَنْ وَصْفِ الغِياب . . . .
وهَنَتُ عَن التأقلم مَع الْغُرَبَاء
أخفقتُ فِي الْحَيَاةِ . . . . .
عتبات قَدَّمَه عَلِقَت دَاخِلٌ مخيلتي ، و عَقِب سجائرهِ طُبعَ دَاخِل معصمي ، مَلامِحُ وَجْهِهِ نُسِخَت فِي عَيْنَاي ، مَا أَصْعَبُ الْفِرَاق ، مَا أَبْشَع البُعد ، وَلَكِنِّي أمرأًة قَوِيَّةٌ ، لَا يَكْسِرُهَا أَحَدٌ ، ثَابِتَةٌ كغصنِ شجرةَ النَّخِيل ، لَا أَهَابُ غَدَر الزمن ، صرخاتي ك أسدًا يُدَافِعُ عَنْ أطفالهِ بِـ أنيابه المفترسة ، الْقَاسِيَة ، هذا ظن الناس بي حينما ذَهَب الْفَرَح مِن عُيُونِي وَلَكِنِّي اخْتَلَف عَمَّا يَظُنُّون ، أصبحتُ طفلًة صَغِيرَة ، تَخَافُ مِنْ عتمةُ اللَّيْل ، و ترتعب مِن نَظَرَات النَّاس أليهاَ ، تَصْرُخ بِـ أَعْلَى صَوْتهَا فِي عِزِّ خَوَّفَهَا ، تَظْهَر شخصيتها الْقَوِيَّة حَتَّى لَا تَضْعُف أَمَامَهم ، هَذِه حُكْمُه الْحَيَاة ، قُوَّة و خَوْفٌ فِي ذَاتِ الْوَقْتِ .

الْفَصْلُ الْأَوَّلُ :
يَذْهَب قَلْبِي بأتجاههِ دائمًا ، وَلَكِنِّي أَقْسَو عَلَيْهِ وَ أَعيده بِكُلّ قُوَّتِي ، و فِي حِينِ مِنَ الْأَوْقَاتِ كُنْت أَمْيَل لَهُ وَلَا أَعُودُ إلَّا عِنْدَ رُشْدِي مرةً أُخْرَى .
أَتَسْأَل عَنْ طَرِيقِهِ كَلَامَك الجَاذِبَة ، أَتَسْأَل عَنْ رَائِحَةٍ عِطْرِك الفواحه ، تَجْذِب النَّاظِرِين إلَيْك وَلَكِنَّك لَا تَنْجَذِب أبدًا ، مَال قَلْبِي إلَيْك كثيرًا وَلَكِنَّك لَمْ تَشْعُرْ بِهِ ، حَتَّى أقربائي حَاوَل أبعادك عَنِّي وَ لَكِن قَلْبِي اللَّئِيم لَمْ يَسْمَعْ صَوْتَ بُكَائِي ليلًا ، و بَعْدَ حِينٍ مِنَ المحاولات الفاشلة ، اسْتَطَاع عَقْلِيٌّ أبعادك عَنِّي ،
وَلَكِنِّي لَمْ أَتَحَمَّل كُلُّ هَذَا وَ تَحَوَّلَت لحطام حَرِيق و كُلٍّ مِنْ حَوْلِي يدهس عَلَى حطامي بِكُلّ قلبًا جبارًا و قَوِيٌّ .

إقرأ أيضا:١٠٠ شخصية قيادية

الْفَصْلُ الثَّانِي :
سَأَلْت الْحُزْن ، ما سر مرافقتك الدائمة لي ؟؟
لَقَد تمنع عن الأجابة و أبى إلَّا بَعْدَ مَا قَدَرْت وجودهُ فِي حَيَاتِي ، الْحُزْنَ عَلَى الْفِرَاقِ ، عَلَى الْعَجْزِ ، وَعَلَى فِقْدَان الْحَبّ ، لَن أدعهُ يَذْهَب مرةً أُخْرَى ، لِأَنَّ مَنْ دونِ حَيَاتِي فَارِغَة و فَانِيَةٌ بِسُرْعَة ، أَتَدْرُون عَنْ مَنْ التَّحَدُّث ؟ لَا أَتَحَدّث عَنْ الْحُزْنِ بَل أَتَحَدّث عَن رَفِيقٌ دربي ، الَّذِي خانني فِي وَقْتِ عسرتي ، أَصْبَح كالغمه عَلَى قَلْبِي ، وتفكيري الدَّائِم ، الْخِيَانَة صعبًة جدًا لَن يَعْرِفُهَا الْكَثِير ، تُصْبِح الْحَيَاة مميته ، و كُلٍّ مِنْ حَوْلِي يُصْبِح رمادًا لَا أَرَاهُ .
رِسَالَتِي لِكُلّ خَائِنٌ : “أتدري لِمَاذَا تَخَوَّن ؟
لِأَنَّك ضَعيفُ الشَّخْصِيَّةِ ، فَارِغ الْعَقْل ، جَسَدِك مليئً ب السيئات و أنتَ لَا تَرَاهَا ابدًا ، و لَكِنِّي سأريك ظَلَمَك ، لَا تُحْسَبُ أَنّ اللَّهَ غافلًا عَنْك ، يراقبك فِي كُلِّ ثَانِيَة تَمْرٍ مِنْ عمرك” .

الْفَصْلُ الثَّالِثُ :
الصُّدَاع أَشْعَلَ النَّارَ أحَتَفْلَ دَاخِلٌ عَقْلِيٌّ ، بَعْدَ فِرَاقِهِ تَمَزَّقَت أَحْشاء عَقْلِيٌّ ، و أمْتَزَج اللَّوْن الْأَسْوَد فِي الْوَانِي الزاهية ، هَذَا الِاحْتِفَال دَام ل أَشْهُر و أَعْوَام ، وَبِلَا جَدْوَى مَا زَالَ يَخْتَلِط مَع أحشائي و يُفْسِدُهَا بِـ لَوْنُه القاتم .
فَارَق الْفَرَح عَيْنِي ، ذَهَب بَعْدَمَا تعلقتُ فِيه ، كُلُّ مَا حَلَمْت بهِ رَحَل مَعَه ، و لَكِنْ مَا زَالَ دَاخِلٌ قَلْبِي ، و عَقْلِيٌّ يَصْرُخ لكمية الْوَجَعِ الَّذِي عانيت مِنْهَا وَ الَّتِي مَا زَالَتْ أعاني مِنْهَا .

إقرأ أيضا:حكم إتيان الزوجة من الدبر

الْفَصْلُ الرَّابِعُ :
حَبَّهُ ك مَرَض السَّرَطَان بَقِى مَعِي طِوَال حَيَاتِي وَ فَارَقَنِي فِي رَحْلِةَ الْمَوْت ، الْآن أَنَا إنْسَانَةٌ قَوِيَّةٌ ، وَلَكِنِّي لَمْ أتعالج مِنْ الْمَرَضِ الْمُؤْذِي ، هَذَا صَعُب جداً لَا أَسْتَحِقُّ كُلُّ هَذَا ، ظننتُه بِالْبِدَايَة خيالٌا وَلَكِن أتَّضَحَ لِي أنهُ حقيقةً مؤلمه و ظالمة في نفس الوقت، لن أحب مرةً أخرى ولن أكرر هذه المأساة.

الفصل الخامس:
لَقَد مَرَرْت بِـ أَيَّام صَعْبَة لِحَدّ الْمَوْت ، فُقِدَت الْكَثِير وَالْكَثِير ، وَلَم أكْسِب أَي شَيّ ، هَذَا الْعَامِ أسميتهُ بِـ عَام الْفِقْدَان ، مِنْ كَثْرَةِ الْأَشْيَاء الْمَفْقُودَة مِنِّي ، ظَنَنْت أَنِّي فُقِدَت قَلْبِي ، وَلَكِن أتَّضَحَ لِي أَنِّي أَنَا الشَّخْص الْمَفْقُود الْوَحِيد بِهَذَا الْعَامِ ، مَزَّقَت قَلْبِي وَ حُرِّقْت أعصابي ، بِسَبَب أَشْيَاءَ لَا قِيمَةَ لِهَا ، و وَلَا تَأْثِيرَ لَهَا وَلَن تَكُن يومًا لَهَا أعْتِبَارٌ أبدًا ، أنْتُزِعَت مَبْدَأ الْحَبُّ مِنْ قَامُوسٌ حَيَاتِي لاَبُدّ.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
احلام منتظره بقلم دانا عثمان
التالي
أفكار مشوهه بقلم ميس عزام عالية

اترك تعليقاً