مقالات ونصوص متنوعة

بالعزم والتجديد محقق ما نريد:،بقلم:فاطمة الديب

بالعزم والتجديد نحقق ما نريد

على مايرام، والأمور تمام التمام ، وتحقيق الحلم واجب بالعزم والانتظام ،وعلى غِرار الطموح تنطوي الأحلام ، وبالطموح نبتعد عن الأوهام ، والمرءُ بالعلم سيفٌ لا يُضام ، وبحسنه تُوجَّه إليهِ أصابع الإحسان بالاتّهام ، ويتابع الحياة بسلمٍ وسلام ، وبتصميمه هو طيبٌ كهواء الشّام ،وعلى وجهه دوام الابتسام ،ما همه إن وزّع العلوم لآيةٍ أو إلهام ،فالتصميم لديه كل المرام ويستحق بجهده كل الإحترام وهو مُستقبلٌ الناس بإقبالٍ و وئام ، ويستحق شاعراً يكتب له صفحات الأيام ،لأنّهُ اتَّبعَ وصايا الإمام ، وتابع التعليم مبتعداً عن حياة الظلام .

قصة شابٍ اسمهُ عصام ،عمره ما بين ستة عشرة إلى ثمانية عشرة عام ، كتب الشّعر ونظمه بانتظام ما بين أوزانٍ وتفعيلاتٍ واختتام ، قسّم الأبيات كشيخٍ للحقِّ قسّام أو كشخصٍ قسّم الطبيعة أقسام وهو رسام ، قصة عصام تقريباً منذ عشرة أعوام ، يسكن في حيٍّ قد أحال الفقر جمراً ، وشعاره مابعد العسر يسراً، قد كتب عصام الشّعر، والنثر ،والمقالة، وسجّلها على دفاترٍ وكأنَّ الأوراق عجوزٍ أتعبتها الهزالة ، وعلى جدران بيته أسماء شعراءٍ ليسوا بعالة ، وعلى مجالسه أشكال الأدب ما بين الشعر والنثر والرسالة ، نظر لحاله، أمعقول مبدعٌ مثلي لا يرى الناس إبداعه كالحفاةِ العالة؟!

إقرأ أيضا:فِي مَكان أخِر بقلم:هداية الوريث”قصة قصيرة “

مع تفكيره شعر بشعورٍ غريبٍ في قلبه جالَ ،و في عقله قال: أريد نشر شعري لا محالة ، ولكنه في حيٍّ صغيرٍ ليس كعصفورةٍ فوقَ الأحياءِ جوالة ، فكَّر ما المصير؟ وكيف إن نُشِرَت أشعاره حياته ستستقيم؟

وأعاد التفكير مراتٍ عديدةٍ، وكرّره كما النفط يُجرى عليه تغيير، ففرّق بين تفكيراته كعاملٍ وطبيبٍ قدير ،و مع مرور الأيام خطرت على باله فكرة ، وقرّر أن يذهب إلى دمشق مرة، ليرى أخبارها، وليستكشف شيئاً من أسرارها ،وكيف حال القديمة أسوارها ، وعندما وصل اتّجه الأموي سرُّ جمالها ، وملهم أشعاره، أخذ يناجيه وإياه يُبجدْ ، وكأنّه قاموس في عقلة خُلِّدْ، وبينما هو جالسٌ في إحدى الحدائق العامّة،

شعر بشخصٍ يربتُ على كتفه برقةٍ كالحمامة، ونادى بصوته الحنون كهدهدٍ أو يمامة ، أخذ الشاب عصام، وما قال له في الطريق عن مكان الذهاب لو علامة، وعصام ينادي بالثبور والندامة ..!

وصل أخيراً إنّها دار نشرِ شعرِ الفهامة ، جلس الشاب مع عصام، ما كان منجلاً حاداً أو حساماً، وابتدأ الحوار وكأنهم أصدقاء منذ عشرة أعوام ، وبعد حوارٍ طويل، كلماته على الرونق تسيل، إذ أنّ الشاب نفسه رئيس دار النشر هذا ما قيل !

وعندما رأى عصام ، شعر وكأنه لم يرَ صورته على الكتب والجرائد، بعد ما رآه يكتب القصائد ، تم الحوار وعصام خارجٌ من الدار مبتهج كمنتصرٍ راصدٍ ،بعد اتفاق على أن ينشر عصام أشعاره بأجرٍ زهيدٍ عائد ، وبعد فترة أتى عصام دمشق والدار هو قاصد نشر أشعاره، وقلبه هادئ راقد، وبعد مدة شهرٍ أو

إقرأ أيضا:بين أَوراقي

شهرين، أصبح عصام الشاعر الأكثر شهرةً، وإلى الناس الأكثر بشرةً، فخلاصة الكلام يا سادة يا كرام بالعزم والتصميم ، عماد النجاح يُقام ، وتذكّروا أننا كلنا زائلون، فاجعلوا من علمكم نابغاً بفعلٍ لا كلام ،وخذوا عبرةً من قصة عصام، واجعلوا من حياتكم أجمل الأيام، وتفهموا معنى تحقيق الأحلام .

 

بقلم * فاطمة الديب *

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اعرف أكثر عن الهولوغرام
التالي
موضوع عن عبدالله بن رواحة

اترك تعليقاً