مقالات ونصوص متنوعة

فِي مَكان أخِر بقلم:هداية الوريث”قصة قصيرة “

كانَ هنَاك فتاةَ في عِنفُوان شبابهـا تدعى أيلا تعيش فِي منزل برفقة وَالدتها وجدَتها المسنة، كانتْ حياتها تَسودَها الهُدوء والاطمئنان.

فـكانتْ فِي الصَبَاح الباكر تستيقظ لـِذهَاب إلى الجَامعَة وبعد عَودتها مِنْ الجَامعَة كانتْ تَتَناول الغذاء مع اصدقائها ثم تتوجه إلى العمل، وتختم يَومها بـِعشاء جـَمِيل مع الوالدة والجَدَةَ.

بَينـما:-

فِـي مَكَان اخِر يَسوده الغُموض، كانتْ إليسا توأم أيلا تَعيش مَع وَالدِها وزَوجَة والدِها، فَكَان التَوأمانْ لَمْ يَتَعَرفان عَلى بَـعضهما قِطّ مِن الوِلادَةَ، أُخِذتْ إليسا مِنْ وَالدِتها قَصراً ولَمْ تَـستطيع إيجَاد مَكانـِها، وكَانتْ أيلا لا تَعلم بـِتَوأمها المَفقودَةَ، ورغِم المَعِيشَةَ السَيئةَ التي تَعيشَها إليسا إلى انها لَمْ تتَساءل عَنْ والدِتها وتوأمِها، فَقد حَدثها والدِها ان والدِتها فَضلتْ أُختَها التَوأم عَنها وأن هَذَا سبب إفتِراقهما.

كَانتْ زَوجِةْ وَالدِها تُعامِلها بِمَثَابَة الخَادِمَةَ مَع الضَرب وَالإهَانَةَ المُستمِرة فِي غِياب والدِها، وكَان الحَال يسْتَمر علـى الدوام عِند التوأم إلى ان سَمِعتْ إليسا والدِها يتَحدثْ على الهاتف يقول:

“مَاذا تُرِيدين؟إليسا بِـخَير بحَيث أنها لا تَسأل عَنكِ أبداً؛ لقَد حذِرتك حِينَ كِنتِ تُحاولين أخِد ذلك المنزل ولكنك لم تنصتي وهَا أنَا فِـالمُقَابل أخَدت إليسا لَقدَ حُل الأمر، سلاماتي”.

كَانتْ إليسا قَد عَلَمتْ أنَها خُدِعتْ، لـطالمَا أعتَقدَت ان وَالدَتها سَيئَةَ وعَلى الرُغِم من ذَلك أَجِبَرتْ نَفسَها عَلى المَعِيش مع زَوجة والدِها.

إقرأ أيضا:فوائد العسل مع الثوم

السَاعَةَ ٩:٣٠مساءاً عَـلى طَاولةِ العَشاء
“إليسا: أبي
الوالد: نعم إبـنَتِي
إليسا: أُريد مَعرفة شَيئاً ما هَل تُخْبرني مِن دواعِي الفُضولَ فَقَط؟
الوالد: قُولي
إليسا: أين تَعيشْ أُمي؟
الوالد بـِشكْ: لـِمَاذا؟
إليسا:لا شيء مُجَرد فُضول ولَكن ان كُنت لا تُرِيد القول لابأس.
الوالد: حسنآ، أنها تَعيش فِي القَريةَ.

صَعد كُل مِنهم إلى غُرفهم، بينما أخدت إليسا هَاتفِها واتَصلت بصدِيقها وطلبتْ منه الاستفسار عن مكان تواجد والدتها وأمور المواصلاَت وأخبَرها.

فِـي الصباح اتصل بِها صَديقها وأعلمها بـِتوقيت الحافِلةَ ٣:٠٠ مَساءاً كَان تَوقِيتْ مُناسب لإليسا بِحيث تَكونْ زَوجةْ والدِها تأخِد فِي قَيلُولة الظهيرةَ وَوالداها فِي العَمَل.

السَاعةَ ٢:٠٠ مَساءاً دَخَلتْ زَوجِةْ الأبْ إلى النوم وبَدَأت إليسا بِالاسْتِعداد خَرَجِتْ إليسا وَتَوجهت إلى الحَافِلة.

عِند أيلا السَاعةَ٤:٠٠مَساءاً
اليَوم هو عُطلتْ أيلا منْ العَمل وَجَلسِتْ هِي وَوالدتها يَشربان فِنجانْ القهوَةَ، إلى ان طَرقَ البَابَ وَتَوجَهِتْ أيلا لِـفَتَح الباب.

أيلا”مَرحَباً”
إليسا لَم تَستَطيع الحَدِيث وأكتَفتْ بِالبُكاء، بينما كانت أيلا فـي استغراب فَالفتَاة تَمِلك شِبه كَبير لها،
عِند مجيء الوالدة إلى البَاب
_إليسا:”أمي”
فَـجلستْ الوَالدة تَبِكي عَلى الأرض، تقدمتْ إليسا وحَظَنتْ وَالدتها، بينمـا أيلا تَقفْ عَلى الجانِب بِصدمه لاتعلم مَاذا يجري.

-وقفتْ الوالدة وتَوجَهِتْ إلى أيلا وتُعرفِها بِـأخِتِها وَرَوتْ كُل مِنهم القِصة.

إقرأ أيضا:ليلة في الحجر، بقلم الكاتبة: إسراء يوسف مصري

فِي الصَباحَ البَـاكر تَوجهتْ إليسا وَوَالدِتها لـأخبار الشَرطَةَ بِـخطفها واستَدعُوهم لِـلبيتْ عِلمَاً بإن الوَالد سَيَأتي قَريبَاً وَفور وصُوله تَمَ القَبضْ عَليه.

وإلحقت إليسا بالعمل مَع أيلاَ، وعاش التوأمان ووالدَاتهم وَالجَدَةَ فِي سَلاَم.

_ النهاية

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أحفاد عائشة أم المؤمنين، بقلم :دعاء علي” قصة قصيرة”
التالي
طبولُ الحربِ تُقرَع، بقلم: جواهر إدريس”خاطرة”

اترك تعليقاً