خاطرة

تخاريف ليلية، بقلم: كوثر بن فطيمة. ” خاطرة”


كوثر بن فطيمة

عنوان الخاطرة: تخاريف ليلية

أتوسّلُك أيّها اللّيل المديد إليك عني

ما عدت أقوى على السّهرخذ راحلتك واهجرني

فساعة الرّمل ما بها رمل ابحث لي عن رمل

تخلّ عني، انس نفسك في دُرجٍ

تكوّر ثمّ تبعثر

لا تنتظرني عند ناصية الطّريق ولا عند عتبة الباب

فالاسفلتُ مغشوشٌ ومصباحُ حيّنا عُطِّل إليك عني

أستوقف اللّحظةَ باللّحظةِ، أُمسِكها ثم أقلِّبها

فالخوف هنا مستعرٌ كجديلةٍ بلانهاية

يا قلبي الرّائمَ في سماءٍ ماطرة

الغيم سيذرف دمعه مواسياً

نوبات بكائه بلسم حانٍ في ليالٍ باردة

ثم يا روحي التّي ملّت من انكبابي

هذه صفحةٌ مخطَّطةٌ وقلم حبرٍ مزرَّقٌ

اسكبي مافيك كلوحة سرياليَّة شائكة

وجهٌ متفتّتٌ مُمَكيجٌ

وخامة قماشٍ خضراءَ مخمليّة تشّك مائدة

تترامى عندها بواقي ألوان ترابية

الساعة أيضا ملت من انكبابية..

آه يا كلّيَ المرهق

فاترة أنا ومنسيّة كمشجبة خشبيّة في صيف محموم

أبحث عن قطرة ماءٍ في سراباتِ صحراءَ عطشى هي الأخرى

كطائر فلامينجو معاقبة أنا بالوقوف على رجلٍ واحدةٍ

إقرأ أيضا:متناقضه، بقلم إسراء عمر

أتهاوى.. أتمرّغ.. أتخبّط بين البينين

“لو”،”ليت”،”كان” كلّها تتخيّر الفرصة لتذكِّرني

أنّني لست ماءا غدقاً لأُسكِت عطشهم

لست خالاً لأعرف كيف أُربّتُ على أكتافهم الكارتونيَّة من الألم

لست حتَّى حجرًا تتقوَّى بي يدٌ بلا يدٍ

سيْل عرمرم يجتاحني حين أُفضي إلى نفسي العليلة

أسئلتي تقتات على أجوبة مبتورة

وأجوبتي تعيش على أوهامي الكثيرة

فنحن نحبُّ أوهامنا أكثر من الحقيقة

الحقيقة أصبحت بازل في زمن المتاهات الرقميّة

نغرقُ كلُّنا من أجل الحصول على الجزء النَّاقص

الكلُّ يغرق لكي لا يكتمل حلُّ الأحجية

ياذاتي الشَّعثاء الهائمةَ في ملكوتِ ربّك

أنَّى لكِ السَّبيل الواهمُ

اللَّيل ليلٌ مٌنجلي والصّبحُ آتٍ سابقه.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حينَ يتمرّدُ الحلم، بقلم: صبا شعبان (نص نثري)
التالي
هاتوا السلام، بقلم: هدير سلطاني،”خاطرة”

اترك تعليقاً