الآداب

اللغة العربية

اللغة العربية

اللغة العربية :هي إحدى اللغات الساميّة الأكثر انتشارًا من حيث عدد المتحدّثين فيها واتساع رقعتها من حيث الجغرافيا، وقد ساهم الإسلام في انتشارها وحفظها من الضياع والتآكل مثل بعض اللغات الساميّة القديمة؛ إذ إنّ دخول أعداد جديدة من غير الناطقين بالعربية في الإسلام قد ساهم في انتشار العربيّة في العالم الغربيَّ؛ نظرًا لأنّ الكثير من العبادات لا تصحّ من دون تعلّمها؛ كالصّلاة، وقد بلغ عدد الجذور في معجم لسان العرب حوالي 80 ألف جذر لغويّ، وقال بعضهم إنّ حروفها تبلغ 29 حرفًا إذا ما عُدّت الهمزة من تلك الحروف، وقد قيل فيها كثير من عبارات الثناء، وكذلك قيل فيها شعر كثير، وسيقف هذا المقال مع عبارات عن اللغة العربية. عبارات عن اللغة العربية تعود جذور اللغة العربية إلى الأسرة الأفروآسيويّة -الإفريقيّة الآسيويّة- والتي تعدّ بدورها من اللغات الساميّة، ويتحدّث بها نحوًا من 467 مليون شخصًا حول العالم، ومن المؤكّد أنّ هذه النسبة قد ازدادت اليوم، ويقال إنّ تصنيفها هو الرابع أو الخامس على العالم من حيث الناطقين بها، ويعتقد كثيرٌ من الباحثين أنّ اللغة العربية هي الأقرب إلى اللغة السّاميّة الأمّ التي انبثقت عنها باقي اللغات السّاميّة الأخرى؛ وذلك لأنّ العرب قد حافظوا على لغتهم من خلال احتباسهم في جزيرة العرب وعدم اختلاطهم بالشعوب والأمم الأخرى، وكذلك لوجود بعض الظواهر فيها التي تتشابه مع الظواهر في اللغة السامية الأم كالإعراب وجموع التكسير وكذلك النظام الصوتي الذي كان موجودًا في اللغة الساميّة الأم، وكذلك احتفاظها ببعض الصيغ الاشتقاقية كاسم الفاعل واسم المفعول وتصريف الضمائر مع الأسماء والأفعال وغير ذلك، وأمّا تاريخ نشوئها فإنّه مجهول وكلّ الفرضيّات التي قالت إنّها تعود ليعرب أو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، أو التي قالت إنّها لغة آدم في الجنة كلّ تلك الفرضيّات ليس لديها دليل علميّ قاطع تستند عليه،[ وفيما يأتي بعض عبارات عن اللغة العربية قالها بعض الذين قد افتتنوا بسحرها وبلاغتها وبيانها: يقول نزار قباني مدافعًا عن اللغة العربية والثقافة العربية ضد الذين يلمزونهما: “إنّ اللغة العربية تضايقهم؛ لأنّهم لا يستطيعون قراءتها، والعبارة العربية تزعجهم؛ لأنّهم لا يستطيعون تركيبها، وهم مقتنعون أنّ كلّ العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط، وأنَّ كلّ ما كتبه العرب من شِعرٍ منذُ الشّنفرى حتى اليوم هو شعر رديء ومنحط.. تسأل الواحد منهم عن المتنبي، فينظر إليكَ باشمئزاز كأنّك تحدثه عن الزائدة الدودية، وحين تسأله عن الأغاني والعِقد الفريد والبيان والتبيين ونهج البلاغة وطوق الحمامة يردُّ عليك بأنّه لا يشتري إسطوانات عربية، ولا يحضر أفلامًا عربيّة”. يقول غازي القصيبي: “اللغة العربية لا تضيق بالتكرار بخلاف لغات أخرى يتحول فيها التكرار -بتلقائية محتومة- إلى سخف مضحك”. ويقول د. عبد الوهاب المسيري: “فإنّ العربية الفصحى وحدها هي القادرة على الإفصاح الكامل للواقع العربي؛ فهي لغة تمتد جذورها في الماضي، و تمتد فروعها في المستقبل.. ولعلّ هذا هو السّبب في أنّ قوى الرجعية في العالم العربيّ، وقوى الهيمنة خارجه -والتي يهمها الحفاظ علي وضع التجزئة- تبذل قصارى جهدها لدراسة العامية العربية المختلفة، وتعتمد المبالغ الطائلة لوضع معاجم وقواعد لها، وتشجّع على استخدامها”. ويقول الروائي يحيى حقي: “نعم قد نتخلّى عن التراث كلّه، لكنّ هناك شيئًا واحدًا لا يمكن أن يقبل هذا التخلي وإلّا انهدمت فنوننا، بل حياتنا كلها: وهو اللّغة.. فاللغة هي التي تشكّل الفكر، فكرنا، وليست لنا لغة إلّا تلك التي ورثناها.. قابلةٌ للتّطوّر من جيلٍ إلى جيل، ولكنّها تظلّ اللغة العربية الفصحى بعبقريتها المتفردة، وسليقتها الفذة”. وتقول الكاتبة أسما حسين: “الحب الذي تعطيني إيّاه العربية لا أستشعره في أيّ لغة أخرى، وحتى الحزن الذي تحتويني فيه العربية لن تتسع له لغة أخرى.. مخيلتي تتحدث العربية قبل صوتي وأصابعي.. إنّني أفكّر وأحبّ وأحزن وأفتقد وأحن بالعربية.. أعرف الهلع الذي يتملكني حينما أتخيّلُني غير قادرة على فهم قصيدة لو لم تقرأها مخيّلتي بالعربية.. إنّه كغريبٍ يبكي أمامك دون أن تستطيع الشّعور به أو لمسه.. العربية هي اللغة التي أشعر بها.. أمسّ بشرة الأشياء بلطف وتحملني هي تحت مسامها”. وأمّا طه حسين فيقول مدافعًا عن اللغة العربية: “ما أكثر ما نشكو من أنّ اللغة العربية ليست لغة التعليم، وما أكثر ما نضيقُ ذرعًا باضطرارنا إلى اصطناع اللغات الأجنبية في التعليم العالي.. ولكن ما أقلّ ما نبذلُ من الجهد لنجعل اللغة العربية لغة التعليم.. بل نحن لا نبذل في هذا جهدًا ما”. ويقول مولود بن زادي: “العربية تجاري التطور الحضاري: إنَّ من معجزات اللغة العربية أنّها حافظت على مقوماتها من حروف وأصوات وقواعد النحو والصرف وغير ذلك عبر العصور، ومع ذلك أثبتت أنّها لغةٌ مرنة منفتحة تستوعب التغيرات وتُجَاري التطور الحضاري، وإنّي بحكم اختصاصي في اللغة والترجمة أؤكد أنّه لا يوجد نص باللغة الإنجليزية في العلوم والتكنولوجيا والطب وغير ذلك غير قابل للترجمة إلى اللغة العربية؛ فالعجز ليس في اللغة، وإنّما في النّاطق بها الذي لا يجتهد لتعلّم المصطلحات الجديدة أو ترجمتها”. أشعار في اللغة العربية بعد الوقوف على شيء من عبارات عن اللغة العربية يقف هذا المقال أخيرًا مع أشعار قيلت في مديح اللغة العربية، وهي قصيدة قد قالها الشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم يدافع فيها عن اللغة العربية ويذكّر أبناءها الذين هجروها إلى لغات أخرى بفضلها ومنزلتها وما حوته من درر ثمينة. 

إقرأ أيضا:رحلة عسكر /بقلم ديالا السيوف

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الحروب الداخلية،بقلم:دنيا عادل السعدة
التالي
الأنترنت

اترك تعليقاً