الآداب

نص نثري بقلم فتح الله الصلاج

اللقاء الأول…
ذلك الشاب الحزين المكتئب الذي أنهى الثانوية العامة بعد جهد وتعب، و التحق بجامعته ليكمل مسيرته التعليمية
على أيّة حال……..
بدأت القصة من هنا تحديدًا حينما رأى تلك الملاك التي سلبت قلبه، وعقله شَعَرَ أنها قريبة لأفكاره وعقله؛ لكن مع مرور الوقت اكتشف أن تخصصه يختلف عن تخصصها و شعر برهبة كبيرة حيالَ ذاك الأمر و اعتقد أن الفصل سوف ينتهي دون أن يخبرها بما يشعر.
ذات يوم يراها أمام أحد قاعات التدريس ،و تلك الابتسامة تزيّن مُحيّاها ووشاح الخجل يلتف حولها، قالت بصوت هادئ، كيف حالك؟
الكلام أصبح ثقيلًا على لسانه رد بتردد و استعجال: الحمد لله.
سادَ الصمت بينهما للحظات و ذهب كل واحد منهم إلى محاضرته و آثارُ ذلك الحوار لازال في عقلهما.
على باب الجامعة مرة أخرى و عند حافلة الانتظار رآها تجلس على إحدى المقاعد ليدخل إلى تلك الحافلة سريعًا، جلس على المقعد بجانبها دون أن يتفوه بكلمة واحدة، ليقطع حبل الصمت فجأة بكلمة أين تقيمين؟!
و بعد حوار دام لأكثر من نصف ساعة اكتشف أنها تقيم بالقرب من منزله.
و ذلك الرجل الحزين الكئيب أصبح رجلًا آخر يهيم عشقًا.
بعد قرب انتهاء الفصل بدأ يراسلها عبر شبكة الإنترنت و أصبحت أقرب إليه من حبل الوريد رغم التزامه.
بدأت حبات المطر بالنزول و الجو أصبح باردًا وفي اليوم ذاته و رغم الجو الماطر وخوفها من ذاك الرعد والبرق قامت بمراسلته؛ لكي تحدثه عن خوفها وقلقها و سمع منها ذلك وقام بطمئنتها و جعلها تشعر بالراحة حيث قامت بنطق كلمة جعلته إنسانًا سعيدًا جدًا … قالت له: أحبك.

إقرأ أيضا:رحلة عسكر /بقلم ديالا السيوف

لا يعرف ما الذي حصل له في تلك اللحظة، وكأن قلبه خرج وعاد مرة أخرى ثم قال وأنا أيضاً.
استمرت تلك العلاقة ستة شهر وكانت أجمل ستة أشهر في حياته و كأنه وُلِدَ في تلك المدة و اكتشف في تلك المدة أنها تأخذ نوع من الأدوية يؤثر على حالتها النفسية.
وفي أحد الأيام كان تأثير الدواء كبيرًا و تسبب بفرقة بينهما وكانت في كل مرة تأخذ الدواء يحصل شجار بينهما و في المرة الأخيرة ذهبت لمدة طويلة ثم عادت لأنها لم تستطع البعد.
٢٠٢٢/١٠/١٦

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رفعتُ ذاتي بقلم منار السنوسي مصطفى
التالي
نص نثري بقلم هيا خاشوق

اترك تعليقاً