مقالات ونصوص متنوعة

القلب وما هوى، بقلم:فاطمة محمد الشرباتي

،
نثرت بذور الخير على أرض بور ذات يوم، كنت أحضر لها الماء كل يوم ومع ذلك لم تنبت، بقيت مصراً فظهرت بعض السيقان لكن ما نفع السيقان إن كانت الجذور هزيلة لم تلبث حتى بارت من جديد والخاسر هو أنا.
حال تلك الارض لا تختلف كثيرا عن البشر، تروي بالحب الكثيرين ومع ذلك يجحدون فتخذل وتعود كره أخرى فتخذل ثانيا وثالثا حتى تستذف أو تجد أن أحدهم أخل بشروطك فتنهار .
أو كحالي بعد أن أُجبرت على المكوث داخل قوقة حبك حتى أنهكني التعب فبدأت كل حواسي تشح وتذبل، حال ذكر اسمك قلبي يرتعش أما باقي أعضائي تبقى منطفئة بلا حراك.
اليوم أحتسي القهوة كما في العادة وكل شيء في محياك مرسوم في فنجاني حتى القنديل المنير أمامي يحكي لي قصصاً عشتها معك كأنه يؤرخها في دفتر فلا تنسى للأبد.
عهدتك شمس تشرق في ليلي، نور ساطع في طريقي، فرحتي في حزني والورد في بستاني فأي ماء ترويك أماء الشوق أم الحنين أو ستبقى صديق في الصعاب ورفيق في الدرب وكنز في القلب اليك المآب.
هيهات، بقاؤك كان مستحيل كل الذين وعدونا بالبقاء رحلوا فجعلونا نشعر أن الرحيل ونكث العهد أحد سنن الكون علينا.
لم يكن كل هذا الحب والمحاولات الميؤسة بدافع أنهم نادرون أو رائعون وإنما لأن القلب هوى فطغى ومن ثم غوى

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قصتي في وقتٍ ما،بقلم :عز الدين الداوود
التالي
على ناصية الامل،بقلم:نادين العتوم

اترك تعليقاً