منوعات أدبية

مُحاورةُ منفى، أثر مُشترك، بقلم الكاتب:بديع البكور والكاتبة:دلع داوود، “محاورة نثرية”

“محاورة منفى”

— ليهدأ العالم
أخفض صوت البشرِ قليلاً، وأيضاً صوتَ الموسيقى لا أحتاجها،
أحتاجُ صوتاً واحداً فقط،
صوتكِ أنتِ!
أتعلمين، أنا لم أعد أحبكِ،
أنا لم أحبكِ من قبل، ولن أفعلَ لاحقاً، ولن أتجرأَ على ذكرِ ذلكِ أمامكِ،
شخصٌ مثلكِ لا يستحقُ حُب!
شخصٌ مثلكِ لا يستحقُ معاملةَ بشر،
أكثرُ من ذلك !
تتسائلينَ ماذا تستحقين!؟
سأخبركِ، لكن دعيني الآن أرتوي من ثغركِ،
وبعد!
شخصٌ قمريٌ مثلكِ لا يمكنُ تصنيفهُ على أنهُ بشر، أنتِ سليلةٌ للملائكةِ على الأرض، أنتِ إكسيرُ السحرةَ، وأكبرُ مشعوذةَ، شعوذةُ الحبِ هيَ!
وما يثبتُ صحةَ أقوالي، أنني وبكلِ بساطةٍ حاولتُ وبكاملِ إرادتي أن أذمّ اسمكِ في الكلام، بدايةً قلتُ لعينةَ، وختاماً قلتها، أحبكِ يا مسكَ الهُيام،
أليسَ هذا سحر وشعوذةً وبعثرة واقعِ في بحرِ أوهام!!

|بديع البكور•

— لا أريدُ للعالمِ أن يهدأ
أعملُ جاهدةً على طردكَ من رأسي
أسمعُ أغانٍ فيتهادى صوتكَ إلى مسمعي
أقرأ كتاباً بصوتٍ جهورٍ فيتعثّرُ ثغري باسمك
أيُّ حبٍّ فانٍ أهديتني!!
أتعلم، مازلتُ أحبّك رغمَ أنّك سحقتَ نعومتي
واقتلعتَ أزهاري وأحرقتَ منزلي.
وأملكُ الجرأةَ الكافية لصَفعِكَ بكلماتي تلك
شخصٌ مثلكَ لا يستحقُّ الدفء
شخصٌ مثلكَ لا يستحقُّ حتى غبارَ الحبّ
لكن لازلتُ رغمَ أنفِ القهرِ أحبّكَ
وأيُّ حبٍّ فانٍ أهديتني!
كلّلتكَ بروحي ،فطوّقتني بسلاسلِ الهجرِ وكنتَ لعنتي
أجل إنّني من سليلةِ الملائكة
وأدخلتُ شيطاناً -بكاملِ إرادةٍ- جنّتي
وما يثبتُ صحّةَ أقوالي حروقَ النّارِ على جسدي
من بين ملائكة الدنيا انتقيتُكَ حبّاً أسوداً
نقشتَ بالجمرِ على وجهي طلاسِمَكَ فاغتلتَ ملاكاً رحيماً
لكنّني رغمَ وهجِ ناركَ ورمادِ حبّكَ وأفعالكَ الشيطانيةِ برمّتها لازلتُ أحبّكَ!
وأيُّ حبٍّ فانٍ أهديتني!

إقرأ أيضا:توأمُ الروح بقلم خلود جميل أبو نمر

|دلع داود•

— أهديتكِ عُمري،
فقلتِ لن يكفي، وأعلمُ أني لو عشتُ أعماراً في حبكِ أنتِ لن ترضي،
أنانيةٌ أنتِ،
جرفتِ نعومةَ روحي بأظافركِ، فتلونت، وقلتِ لا،
أريدُ أحمرً أكثر،
ألم تكفيكِ دمائي!
صنعتُ لكِ من الغيومِ سجناً، وضعتكِ فيهِ وحلقتُ بكِ بينَ النجومِ، فتثائبَ ثغركِ في مللٍ، وقلتِ: “أيُ حبّ فانٍ أهديتني”
لأخبركِ،
أهديتكِ القلب، والجسد،
والروحُ أيضاً لم أبخل بها، أهديتكِ كلماتٍ لم تكتب من قبل لأحد، ولم تقرأي،
ورغمَ كثرةِ الأسباب لكرهكِ، أحببتكِ،
بل وأحببتكِ أكثر مما ينبغي، وأكثر مما فعل أحد، ومتأكدٌ بأن أحداً لم يسبق وفعلَ فعلتي،
أنا حقاً وجداً، أكرهك، وأحبكِ بالقدرِ ذاتهِ،
فتراني الآن نصفين، قابيل وهابيل أنا في حبكِ، أتيتُ عيناكِ أرتشفُ السمَ حلوٌ من ثغركِ، فأنقذيني،
لربما، بقبلةٍ حدّ الموتِ كافيةَ،
لتنهي كل عذابيَ.

|بديع البكور•

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم كنزة دوباخ
التالي
نص نثري بقلم حياة الفقهاء

اترك تعليقاً