القصّة القصيرة

طيفُ أيمن أبتلع عقل صديقتي بقلم:الاء علي ماضي

لا تقلقِ على أنا وصحتى جيدان جداً هكذا أخبرتنى عندما ألتقينا .
بدأت الحديث معي بلهفه غريبه وهيا تبتسم على غير عادتها ، رددت لي فور جُلوسنا ، لم أعد أتناول أدوية مهدئة منذ فتره طويلة نعم توقفت عنها إلى الأبد ، انظُرى إلى شعري لقد تزايد في طول عن مراته السابقة سيغطى رقبتى كُلها في الأيام القادمة ، انظرى إلى أظافر يداي لقد بدأت بأهتمام بها ولم أعد أعبثُ بها مثلما كُنت أفعل بالماضي ، انظرى لعيناى تبدو جميلة أليس كذلك فقد زينتها بالكحل لكِ تبدو جميلة مثل السابق ، نعم مثل السابق فقد كان أيمن يُحب رؤيتهما هكذا ، مارأيكِ بملابسي وواقفت تدور أمامي ك طفلة مبتهجه بملابس العيد وهيا تُردد جميلة أليس كذلك ابدو جميلة ، ثم جلست لى لحظات لتُخبرنى أنها تخفى عنى سراً خطيراً ، أتُرِيد بأن أعلمكِ ماهو ؟!
لماذا أنتِ صامتة منذ جُلوسك معى تحدثي
كُنت انظر لها فقط فقد تاهت منى جميعُ الكلمات ، رردت لا داعى لحديثك سأخبرك انا ،
نهضت وتقدمت نحوى وهيا تجلب كُرسيها في يدها وهيا تهمس لي يجب ألا يسمعنا أحد ألتفتت يميناً ويسراً ثم قالت بصوت خافت ،
ألتقيت بى” أيمن” في الأمس لقد تعانقنا لمدة ساعتين كاملتين اخبرنى انه مشتاق لي كثيراً ، لقد تناولنا العشاء معناً وأخبرتهُ بأننى حامل وقد اتفقنا على أسم مولولدنا الأول ، سنُسمية “مؤيد” هذا اسم جميل أليس كذلك ثم أتكئت على ذراع ذاك الكرسي بتعابير وجهه مُرعبة ظهرت على وجهها البريئ فجأه نعم جميل لايهم رأيك فقد نال إعجاب أيمن وهذا يكفى ،
التزمت الصمت لى دقائق ثم رفعت يدى فجأه ووضعتها على بطنها وهيا تبتسم ستكوننى انتِ خالة أيضاً ، بعده عدة شهور .
تذارفت عيناى بدموع لكِ أُقاطع حديثها وانفض يدي وانا اصرخ يكفى هذا أرجوكِ ارجوكِ ،
أمسكتُ برأسها وانا أُشعُ غضبً أيمن لقد توفى ذهب إلي رحمة ربه عليكِ أستيعابُ ذلك اتسمعِي أنه قد مات ولن يعود ثانية لتتقبلي هذا الواقع وطفلك فقدتيه ايضاً بعد ذاك الحادث الشنيع لا يوجد طفلاً في جوفك ولم تتقابلي ب أيمن البارحة كل ما حدثتين عنه قبل قليل هراء ، تمكثين هُنا منذ تسعة أشهر منذ خروجك من ذاك الحادث ورؤيتك لي أيمن يحتظرُ امامكِ ولكنهُ قدر لم تستطيع فعل شئ هذا ليس خطائكِ ، لم تتوقفي عن تناول المهدئات واصابعك تكاد تختفى من قرقضتُكِ لها انظري عيناك لم تعد جميلة مالذي تفعلينه بها السواد يعُمها تشبهه عيناى دُب الباندا ، حتى شعركِ لم تكتفى بقصه فقد حلاقتيه كُله ، ترتدين مايقارب ثلاثين قطعة من الملابس حتى اصبحتى تشبهين رواد الفضاء .
لم تظهر لى أي ردة فعل فهي تُحدق بي فحسب ، أربكنى تحديقها فلم استطع فعل شئ سوى عِناقِها وانا انوح باكية بحسرة مرددة عودي لى رُشدك فأنى احتاجُك جداً ، بعد لحظات قليلة أخذت تمسح على شعرى وهيا تقول ماقلتيه صحيحاً ، امسكتُ يدها بقوة عمنى الفرح يبدوا بأنى سأحصل على نتيجة هذه المره سأستعيد صديقة طفولتى اخيراً ، فقاطعت تفكيرى بكلمات أبتلعت ماتبقى لى من أمل أدركتُ حينها بأنى فقدتُ صديقة طفولتى للأبد قائلات فيها ، ماقُلتيه صحيح نعم سأعود لى رُشدي لكِ أعود إلى البيت فقد مللتُ هذا المكان النتن ، من المؤكد أن أيمن يشتاق لي وأنه يقوم بأنتظاري في منزلنا الآن .
الاء ماضي

إقرأ أيضا:رجل من زمن الرجال، بقلم: فاطمة عبدالجليل باريش، “قصة قصيرة”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اﻷعشاب وفائدة كل منها
التالي
لا للعنصرية بعد اليوم بقلم: سالي سالم

اترك تعليقاً