مقالات ونصوص متنوعة

سِوار بقلم: تقوى عبد الحميد العيساوي

ها أنا أُلوّح في الأفق وحْدي مُجددا وقع سِواري المٌفضّل ، فِي طَريق بعِيد لا خرُوج من جَوفه ولاَ عودَة إليه ، العَودة تستغرق عُمراً و العمر قَصير …
أَتُرى أشْتري آخر أجمل يكُون لَهُ لون مبْهج أكثَر الأسود قَد أثَّر بِي ولَم يعُد يَستهْوينِي بَعد الأن ؛ سَاقرِر أنا إن كُنت سَاجعَله المُفضل أم لاَ لنْ ادعْ معْصمِي يُقرر حتَّى لا يَقع في ألم إن فقدته أنا ….
الأشياء لا تُقدر بثَمنها أجل ! لم أنْسى ولن أنسَي هذا المبدأ لا يَزول بِسهُولة اساساً .
بِالرغُم مِن عَدم خلعِي لَه أبداً بِسبب هَوسِي بهِ ، إلا أَنه وقعْ ، أتُرى لمْ أشّد على طَرفيه جَيدًا ، أم شَددْت كثِيرًا حتّى قُطِع خيطه ووقَع ؟
لم أستَطع العُثور على الإجابة بَعد ؟؟
أم أن مِعصم آخر اسْتهوَاه ؟
فِي البِدايَة لَم يكُن يَقع مهْما حدَث كنْت كثِيرة الوُقوع و تسْقط جمِيع أَشيائِي التِي أحْمِلها إلا هو مَاذا تغير !
بِمرُور السِنين أصبَح يقَع كَثيراً ولكِن كنت ألتقطه على بعد سنتيمتر على الارض كنت أهاب أن يضيع..
كنت أعبر التعرجات و المستقيمات اصعد اعلى المنحنيات و انزل حتى قاع الاراضي احيانا اضيع حتى لا يضيع , ساذجةٌ انا أليس كذلك؟، ففي أحد أزمانه امتلكت ماهو اعظم منه بكثير لكن أشياء الطفولة دائمًا تستحق…
اصبحت أستغرب معصمي بدونه، في احد مغامراتي معه عبرت مدينة بشعة لا تصفها لغة الضاد ولا لغات العالم، أهلها أذلةٌ مستصغرين مستغلين لم يهمني قط لأنني احتاج المرور فقط لكن خانتني قدمي ووقعت كانت كمدينة الاشباح اوجست منها و هرعت بالوقوف و الجري لكن فور وصولي تألمت يدي لم أجده انهمرت ينابيعي فورًا، عدت وكأن طريق العودة قد تغير!، الأحجار والأشواك وأصوات البرية تتعالى حاولت السيطرة على جذعي لكن قواي خارت دميت قدماي بشدة فقدت حذائي هناك، وكأنني لم اكتفي من الألم ؛ توقفت ينابيعي عن التدفق كأنني لم ادفع الفاتورة لنفسي!
برد ذلك الشتاء لا يزال يخور في عظامي هذا ليس مقلق لمدمنة مسكنات.
لم أصل ابدا و كأنني مشيت الدهر ما الذي حدث أنا امام المنزل و لكن ارفض هذا بشدة أريد سواري في الحال لماذا قادتني نفسي حتى هنا ؟ أتقصد ان الرحلة انتهت لا لا يمكن ان تنتهي وسواري ضائع !!
يمر الوقت ويمر..
الرابع عشر من يوليو..
جرسي يدق ! في الساعة الثانية عشر و النصف بعد منتصف الليل كنت مستيقظة استعد لإختباراتي..
لا يدق بابي أبدًا بهذا الوقت المتأخر كأن أحدًا غريبًا يمد يده بسواري اراه متعجبة كأنه فقد لمعانه لم يكن يمده لي بل كان يمد يده لأرحب به فهو جار جديد انتقل الي حينا
ما الذي حدث لم أستطع إلا قول مرحبا بك تفضل بالدخول !
عجبا سوراك جميل هل لي أن اراه ؟
لمستك ولكن بقى أثر دائم بيدي ليس الاول منك ومن ضياعك !
يمر الوقت ويمر..
الثالث من يونيو..
يطرق بابي في هذه الساعة كثيرًا لكن ادهشني التوقيت كثيرا إنها الثانية و النصف كنت نائمة حاولت الاستيقاظ !
لم أجد أحد ؟
كان يوجد ظرف بداخله سوار يشبه سواري ….
أو ربما هو بحلةٍ اخرى لم اعرفه !
على الظرف توجد جملة وحيدة
هذا الحي هادئ في صباحه لكنه ممقت في مسائه، استنشقي هواك في مكان حيّ اكثر، هذا الحي ميت تماما ان بقيتي لن تعودي أنتِ …
كانت مناسبة..
كان مناسب..
كنا مناسبين..
ولكن انتهى..

إقرأ أيضا:افضل باليت ظل عيون

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رمادي : بقلم صفاء علوان
التالي
سجائر ومرآة بقلم: نفين ياسين القضاه

اترك تعليقاً