مقالات ونصوص متنوعة

رمادي : بقلم صفاء علوان

هناك وجع لايحكى، ولايشكى، ولايكتب، ولايقرأ!
هل جربت شعور أن يحبك الجميع لكنك لا تستطيع أن تكون ذلك الشخص المخلص لمحبيك؟. …..شعورك بالحزن يسرقك من شعور الحب، من شعور التفاؤل، ويذهب بك إلى عالم أخر…. حيث تكمن كل التفاصيل الحزينة؛ تلك التفاصيل التي كانت سبب حزن الجميع في ذلك العالم.
ترى كل شخص بمفرده، الجميع لا يريدون بعضهم البعض، ينظر كل واحد منهم إلى الأخر وكأنه يقول له: لمَّ كل هذه الألام،هل سنبقى في هذا العالم إلى الأبد؛ ام أننا سننتظر ذلك الشخص الذي انتظرناه في عالمنا الأفتراضي، الشخص الذي لم يأتي حتى في أحلامنا. مزق قلوبنا وعقولنا وصدورنا ونحن بإنتظاره ولكنه كان شخصاً وهمياً لا وجود له.
هل سنبقى ننتظره رغم علمنا أنه لن يأتي؟ ام علينا أن ننتشل أنفسنا من أنفسنا، نحن الأحياء الأموات الذين لا حياة لهم مهما فعلوا، مهما بذلوا من جهودهم فهذا مقدر لهم منذ كانوا في بطون أمهاتهم. نحن البائسون الذين لايملكون سوى العيش في عالم الكآبةوالحزن؛ في ذلك العالم تشعر بأنك لا تشعر وتحدث نفسك لماذا أناا؟؟؟ هل هذا قدري! أم أن من أخترت ذلك القدر…. ولكنك مجردٌ من الأجابة. أنت لا تعلم ماذا حل بك، لاتعلم ماهي اللعنة التي وقعت بها، عليك أن تبقى ثابتاً في مكانك وأنت لا تدري مابك! تلك الحياة هي حياتك المقدرة منذ الأزل، عليك أن تتقبلها وعليك أيضاً أن تتقبل أخوتك الذين لا حصرا لعددهم، أنت لا تعلم من هم في أول لحظة سقوطك في ذلك العالم وجدتهم هنااك، لم يتحرك أحد لإيقافك وسكب الغبار الذي تسببه سقوطك، كانوا جميعهم ينظرون إليك وهم في حالة استغراب، تقرأ في وجوههم ذلك السؤال الذي لطالما تمنيت ان يسألك أحد ذلك قبل تصبح شخصاً حيًا ميتًا وهو ما بك؟
ما الذي أتى بك إلى هذا العالم؟
ولكنك لا تستطيع الإجابة، عندما تبدأ أن تعتاد على ذلك العالم الذي لا خروج منه يأتي أليك ذلك
وكأنه ملك ذلك العالم، تبدو عليه علامات التعب والخذلان، تبدو عليه علامات الكسور، أظن انه حاول إصلاح تلك الكسور لكنه اخفق في ذلك، يبدو أنه حاول جاهدًا ولكن لا جدوى من فعل كل هذا؛ فكل ما كسر لا يعود كما كان سابقاً أبداً، يأتي ويقول لك : ما الذي أتى بك إلى هذا العالم؟
هل أتيت بمفردك؟؟
من رماك هنا؟؟
أعتقد أنك صغير في السن.
ما هي اللعنة التي وقعت بها؟؟
تنظر إليه وانت لا تملك إجابة على أي سؤال له، لا بل أنت تملك جميع الإجابات لكنك لا تستطيع أن تخبر أحداً بها.
ماذا عليك أن تفعل سوى البكاء والصراخ؟
أصرخ بكل قوتك، أضرب نفسك، أضرب ذلك المكان الذي انت فيه، حتى يمكنك أن تضرب أولئك الأشخاص الأبرياء.
لا ليسوا أبرياء فقد قتلوك بنظراتهم المؤلمة، وعندما تنتهي من فعل كل ما يحلو لك من طرق لتعبر عن إنتقامك من تلك الحياة أختر المكان الذي تريد ثم أستلق على الأرض، تذكر كل شيء محزنٍ مررت فيه، تذكر كل شيء حدث معك، تذكر كل إهانة، كل كلمة سيئة بحقك
تذكر كل ألم،، خذلان،، وجع،، تعب،، ثم أغمض عينيك.
لا، لا توقف قبل أن تغمض أرسل لهم رسالة من روحك، دعها تصرخ في وجوههم، وهي تقول… لن أسامحكم! عن أي أذى، سأخبر الله بكل شيئ لن أنسى شيئاً أبداً.
عليك أن تعلم يا عزيزي أنك عندما تغلق عينيك لن تستطيع فتحها مرة أخرة ابداً، ولكن لا تتردد كن جريئاً أغمض ونم ولا تنتظر احداً….
هل أغمضت؟ أنت الأن خرجت من كل شيئ؛ اصبحت مجرداً من كل شيئ مجردٌ من المشاعر، من القلب والعقل والروح والجسد.
عليك أن توقن أنك إنتهيت، أنت لم تعد موجوداً في أي عالم….أنت الأن متت! ولن تعود ابداً!!!
~صفاء علوان~

إقرأ أيضا:مازلت متهور بقلم: نديم الخصاونة”قصيدة”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الشذوذ الجنسي بقلم: ديالا محمد السيوف
التالي
سِوار بقلم: تقوى عبد الحميد العيساوي

اترك تعليقاً