مقالات ونصوص متنوعة

حروف مبعثرة، بقلم:إسراء عبد اللطيف الفزاني، “نصوص نثرية”

حروف مبعثرة، كلمات مختنقة، ذهن شارد، صدى صوت أتعب الفؤاد، أماني معلقة، أحلام يقظة، يكاد العقل يوقن أنه محال تحقيقها.

 

الوقت الرّاهن يكاد يخنقنا، تدور عقارب الساعة في عكس اتجاهها الطبيعي.

كل ماهو طبيعي انقلب رأس على عقب، أصبحنا غير مألوفة لدينا الأشياء الطبيعية، عالم يسير عكس خط السير.

 

أصبحنا في عالم يجتهد فيه الإنسان لقول أبشع مايمكن أن يقال؛ لكي يضحك الناس على أحد ما بجانبهم.

أصبح لدينا فن التلذذ بمشاهدة إراقة الدماء، ومشاهدة دموع الثكالى، الأرامل والأيتام

 

لايهمنا العفو والصفح بقدر تقديسنا للانتقام لإشباع الغريزة الحقيرة التي بداخل كل شخص منا، ولا يتكلّف أي إنسان ويقول لا.

بل لا، تملك وكفى مكابرة.

 

المكابرة نعم! هناك المشتاق الذي يكابر ويقول لا ليس لها محل في قلبي، إنما إيحاءات تراودني

 

منا من يحب ويقول لا هي ليست لي.

بالمناسبة! تكون هذه الكلمة ليس لها داع؛ ولكن كلمة لكي يسد بها شرخ المكابرة لديه، يتركها إلى أن يبعث نصيبها فيعض أصابعه ندما، وتراق دموعه التي ليس لها داع في ذلك الحين.

 

أصبحنا في مجتمع يعشق النفاق على أشكاله، ولا يعترفون بصفاء القلب، وإن صادفهم قالوا عنه ” خبيث “.

إقرأ أيضا:مواضيع هل تعلم للإذاعة المدرسية

ألم أقول لكم عكس الطبيعي!

 

كبرياء ورياء من كل حدب وصوب، حرب نفسية تطال آولئك الذين يسيرون ف الأرض وهم لا يحملون مثقال ذرة سوء على أحد.

 

عادة هذه الحرب يشنها من هم مرضى نفسيون، هم مرضى في قلوبهم، يضايقهم مرتاحي البال، دافئي القلب فيبذلون قصار جهدهم لكي “ينفجرون هم الآخرون”.

 

زمن فيه البشر تبدل، أصبح يخشى ولا يستحي.

يخشى كلام الناس وإن كان على صواب، ولا يخشى الله وإن كل على ضلالة.

 

تسمعهم بكثرة يقولون “لا عيب” ونادرا مانسمع كلمة “لا حرام”.

 

زمن تبدلت فيه المفاهيم إلى أفكار مقرفة.

“هذا ما أطلقته عليها ”

نعم مقرفة لأنها عكس الحقيقي، عكس الطبيعي، لايمكنني أن أقول عكس الواقع لأن وللأسف الواقع أيضا قد تبدل.

 

ماذا لو أتت الحياة على هوانا؟ مانتمناه نجده بين أيدينا، وما نريده قبل أن يهم ثغرنا بطلبه نحصل عليه.

ماذا لو كانت القلوب صافية نقية؟ لاوجود للبغض والكراهية محل بيننا.

ماذا لو كانت القلوب تحب بإخلاص و نية حلال خالصة؟ قلوب تطلب قلوب أخرى في ركعتين في ثلث أخير من كل ليلة.

إقرأ أيضا:حفنة الندم(ج2)،بقلم: روزالينا فؤاد

 

ماذا لو خلق الملح بطعم مستساغ ووجدنا السكر حلو المذاق ولا يضر أجسامنا؟

 

ماذا لو خلق الآباء والأمهات لا يموتون؟ والأجداد والجدات مخلدون؟ تلك الأحضان الدافئة كل ما نريد.

 

ماذا إذا كل قلب يحب حاز على محبوبه حلالا؟ ماذا إذا كل مجتهد حصل على نصيبه من ثمرة اجتهاده؟ ماذا لو كل سارق نال جزاته؟ وكل مرتشي فاسد نال عقابه؟ ماذا إن كان الكون يشع إيجابية وينبض حبا؟ ماذا لو القلوب الطيبة لم يلكمها الزمن ولم تتبدل؟

 

سأترك نهاية نصي مفتوحة؛ لكي تتخيلون ماذا إذا ..!

 

– إسراء الفزاني.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
جثة مستلقية، بقلم: صالح ناصر بنات، “نص نثري”
التالي
مغريات الدنيا، بقلم: تبارك مكي، ” قصة قصيرة”

اترك تعليقاً