مقالات ونصوص متنوعة

بخُطى ثابتة،بقلم: أفنان حسين “نص نثري”

لن نصبحُ أحراراً حتى نتحرّر من تلكَ العوائقُ

والقيود التي تُحطّمنا قبل أن نُبنى
قيودُ الفكرِ تخنُقنا
قيودُ العاداتِ تخنُقنا
قيودُ قُولُ نعم تخنُقنا
قيودُ أنتِ أنثى تخنُقنا
قيودُ لن تستطيعِ تخنُقنا
قيودُ التنمر تخنُقنا
وقيودِنا مع أنفسِنا تقتُلنا!
عندها أضحيتُ سجينةً مليئةً بالقيود، لقد شُدَّ القيدُ على عقلي وأصبحت الأفكار فيه تموت،
ظننتُ أنّ التّمرد ينجيني فمشيتُ برأسٍ شامخٍ مرتفع.
ما لبثُ أن أسمع تهشيماً!!
لم أفعل شيئاً فقط مشيتُ برأس مرتفع
حاولت جمع الحطام
وبعدها قررتُ أن أبحث عن أقوى حلقاتُ القيود
و أنهيها وأحيا وتغدو بقية الحلقات رخوا

إنّها هنا بين هذا الحُطام
إنّها في عقلي
قيد عقلي دمرني
أنا مصدر القيدِ وأنا انفكاكهِ
وكيف هذا؟
تلك القيودُ وُضِعت بمعتقداتِ البشرِ وقُيّدت عقلي وأبقته أعمى.
أدركتُ أنّ الحريّة تكمن في التّصالح مع الذّات لبلوغِ السّلام الداخلي
أن تُعانق مخاوفك وأوهامك بلطف
أن تشير إليها بمنتهى الشفافية دون الإختباء منها أو عنها
دون أن تحشر قدمك في حذاءٍ صغير أو تتكلم بصوت منخفض لأنك تتلعثم.
ارتدي مقاساً مناسباً ولا تحشر نفسك في أحجام أصغر، أظهر ندوب وجهك بكل فرح وغنِّ وإن أخبروكِ أن صوتكِ سيّئ.
أصنعُ من إنجازك الصغير الذي لم يدركه أحد معجزة
أنت عظيم بكل ما فيك بندوبك وببثورك و بعرج قدمك وصوتك المبحوح
عظيم أنت بترميم ثقوب قلبك وجُروح الماضي واستمرارك بالمحاولة رغم تعدد الهزائم

إقرأ أيضا:حنين وألم، بقلم:فاطمة سعيد ماوردي”خاطرة”

عظيمٌ أنتَ حين تقول لا أعلم عندما لا تعلم
لم أنجح، لم أجرب، ولم أقرأه، لم يسعفني الحظ
هكذا تصل إلى التعايش مع النقص فنحن لسنا آلهة ولن نبلغ درجة الكمال، فالكمال لله سُبحانه
كن مؤمناً بذاتك حاضناً لعيوبك اقتلع أوهامك
وشدَّ على كف ذاك النقص
ارسم له الخُطى
أزح عنه الظلام وقُده إلى حيث يكون النور سلطان المكان
وبعدها
تكون قد بلغت العنان
وتبدأ العقباتُ بالاندِحار
وتنحلّ القيود وتتجاوز الناس
وتصل إليك وتفوز بك
وينتهي كلّ ذاك الظّلام وجدار الأوهام.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ألم يغزو باكِراً بقلم:زياد محمد أبوجناح
التالي
عميقٌ أنتَ، بقلم: آية أبو ظاهر”خاطرة”

اترك تعليقاً