خاطرة

الإغتصاب بقلم:”نوال عبدالله العظامات “


[الاغتصاب]

رأيتُ ذات مرةٍ لوحٌ زجاجي سقط سهواً من يدِ صانعٍ مهمل، فانكسر لأكثر من جزء وملأ نشاز صوته ذلك المكان ، فأسرع الصانع إلى قطع الزجاج يحاول لمّها لربما استطاع ارجاعها لوحاً كاملاً !
فما استطاع وفوق ذلك ادمته القطع ، فغضب وحمل قطع الزجاج المكسرةَ هذه ورماها في مستودعٍ مظلم ، وعاد يتذمر ويتحدث بعنجهية ويلقي باللوم على نوعية الزجاج المصنوع ونسي إهماله.

وليس التشبيه بمكانه تماما لكن للضرورة أحكامها لعلنا نرفع طرف حملٍ ألقى بأثقالهِ على كواهل الضحايا ، وما كنا لنغير تفكيرٍ حيكة افكارة على العادات ونسجت زواياه من تقاليد وليس على الجاني حرج وليس على الضحية إلا الألم .
ماكان الاغتصاب إلا مثالاً واضحاً على الغاب البشرية والفطرة غير السليمة في نفسٍ عاشت بفكرٍ دنيء، وما كانت محصلته إلا عقوبةٍ نفسية وموتٌ محقق لضحيةٍ وجدَت نفسها في انحلال مجتمعٍ فاسد استكثر على نفسه حمّلِ صبّغة الإنسانية التي كتب عنها صاحبوها وارسلوها إليهم في المناهج ليتعلموها فما تعلمو وضاع الحبرفي الأوراق سداً، فعاقبنا ضحية وجردناها من صفة خُلُق !!
ومجدنا من حمل بدل الفكر غريزه وسار كحيوانٍ هائج ما كان نصره إلا أن وقع بضحية و فتكَ بها.
ازيلو الرمد من العيون وابصرو، لعلنا نُرّحم، لعل الأرض تعمر .
[نوال العظامات]♡

إقرأ أيضا:وحيدة بأله بقلم رنيم محمد عبيدات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أيلوليةً هي بقلم:”نوال عبدالله العظامات “
التالي
حكم عن الصداقة

اترك تعليقاً