أبحاث

موضوع عن استخدام الاستراتيجيات البصرية في تأهيل مهارات التواصل لدى أطفال التوحد

بحث عن استخدام الاستراتيجيات البصرية في تأهيل مهارات التواصل لدى أطفال التوحد
مقدمة
تكمن أهمية الاستراتيجيات البصرية في تعليم الأطفال المتوحدين طريقة للتواصل مع من حولهم دون عناء، ويجب أن يبذل الأهل قصارى جهدهم في تعليم تلك الاستراتيجيات للتواصل بشكل سليم مع طفلهم؛ إذ يعتبر التوحد هو في استيعاب الأمور بشكل سليم، كما تقل قدرة الأطفال على التعبير عما بداخلهم فيزداد السلوك العدواني حتى يعلموا الآخرين ما يريدونه، ولكن مع ابتكار تلك الطرق قد أصبح من السهل تواصل الأطفال المتوحدين مع غيرهم، وهذا ما سيتم التعرف عليه بالتفصيل.
استخدام الاستراتيجيات البصرية في التعامل مع سلوكيات الأطفال المصابين بالتوحد
يتسم الأطفال المتوحدين بأنهم متعلمون بصريون؛ لذا فيتم استخدام الاستراتيجيات البصرية لتعليمهم سلوكيات اجتماعية تتغلب على سلوكياتهم السلبية، ولا تقتصر تلك الاستراتيجيات على الصور فقط، بل تشمل المجسمات والشرح بتحريك الجسد، وكذلك الكتابة على الصور، ومن الممكن أن يتم استخدام تلك الاستراتيجيات مع الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السمعية والسلامة، والمصابون بضعف السمع ومتلازمة داون.
تتميز تلك الاستراتيجيات بسهولتها لتعليم أطفال التوحد تنظيم حياتهم اليومية من خلال جداول يتم وضعها من قبل الوالدين على الحوائط البارزة في كل مكان حتى يراها الطفل ويستوعب مضمونها، ثم يكون قادرًا على تطبيق ما فيها كالصور التي تعلم الطفل كيف يستخدم الحمام، فهو يستطيع تذكرها في كل مرة يذهب فيها إلى الحمام بعد تدريبه على تلك الاستراتيجيات.
الأبحاث العلمية التي أوضحت فعالية استخدام الاستراتيجيات البصرية مع أطفال التوحد
عندما قامت جامعة تكساس بإجراء اختبارات على أدمغة أطفال التوحد، وجدوا أن أدمغتهم تصدر موجات غريبة لصعوبة تواصلهم مع الآخرين، كما لوحظ أن الأصوات تصلهم متأخرًا مقارنة بالأطفال الطبيعيين؛ إذ تتأخر المعالجة الصوتية للأشياء من حولهم بمقدار جزء من الثانية، ولهذا فهم يجدون صعوبة في تنفيذ ما يتلقونه من التعليمات التي يلزمونهم بها المعلمون، فمع استخدام تلك الاستراتيجيات أصبح أمر استيعاب التعليمات أسهل من ذي قبل، وهذا ما أظهرته دراسة نُشرت في مجلة فوكس، وبالتالي فإن الوقت الذي كانوا يستغرقونه الأطفال في استيعاب المهام قد قل بدرجة كبيرة، وهذا ما سهل على الأطفال الانتقال من نشاط إلى آخر في وقت لا يُذكر.
كما أظهرت دراسة أخرى أن السلوكيات العدائية التي كان يلجأ إليها الأطفال المتوحدون انخفضت تدريجيًّا، بالإضافة إلى زيادة قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم دون وجود معلم من خلال الاطلاع على الصور، ومع الوقت تطور الأمر وأصبحوا قادرين على تنفيذ تعليمات الصور بالترتيب نفسه عند التبديل بينهم.
استخدام وسائل التواصل المعززة والبديلة كنظام بيكس لتعزيز التواصل الوظيفي الاستقلالي
يستخدم هذا النظام لتعليم الأطفال الفاقدين لأشكال التواصل اللفظي كليًّا أو جزئيًّا كيفية التواصل مع الآخرين، ويتم تعليم جميع الأسرة هذا النظام حتى يستخدموه بشكل صحيح مع الطفل، ويتحقق الأهل من صحة استخدامه من خلال تصوير المركز للطفل وهو يطبق هذا النظام حتى يتم استخدامه بالطريقة نفسها في المنزل.
يمكن استخدام المعززات لتعزيز الطفل على التوالي من خلال نظام بيكس، ومن تلك المعززات:
• المعززات الاجتماعية والجسدية: من خلال التبسم في وجه الطفل ومداعبته، وعناقه.
• المعززات النشاطية: من خلال لعب الكمبيوتر، ومشاهدة الفيديوهات المفضلة للطفل.
• المعززات المادية: التي تتمثل في الطعام والشراب.
فلكل طفل معززات تستهويها نفسه، ولهذا يجب على المختص معرفتها للاستفادة منها في المستقبل عن طريق وضع مجموعة من الألعاب أمام الطفل، ومراقبته عن قرب وملاحظة أي الألعاب التي سينجذب لها، فهذه الطريقة مباشرة، ويمكن معرفة تلك المعززات بطريقة غير مباشرة من خلال سؤال الأهل عما يحبه الطفل.

إقرأ أيضا:مواصفات خاتمة البحث

التحضير لنظام بيكس
يمكن استخدام برنامج (boardmarker) لتنظيم الصور المخصصة للنظام، أو يمكن تحميل صور من الإنترنت وطبعها عدة مرات، ثم تجليدها حراريًّا حتى يتم حفظها من التلف لفترة طويلة، ثم يتم قصها على هيئة أشكال مربعة بأحجام متساوية، ووضع فليكرو ناعم على ظهر الصور، وبعد أن يتم طبع جميع الصور التي توضح الأنشطة المختلفة يتم وضعها في لوح التواصل أو في الكتاب، ويُفضل استخدام الكتاب حتى يستطيع الطفل تداوله في أي مكان؛ إذ يضم عدة صور خاصة بكيفية تناول الطعام، وارتداء الملابس، إلخ..

مراحل نظام التواصل بتبادل صور بيكس
المرحلة الأولى
في تلك المرحلة يتعلم الطفل أساسيات التواصل مع غيره، ويساعده على ذلك شخصين وهما الملقن الجسدي الذي يقف خلف الطفل، والشخص الثاني هو شريك التواصل، فيقوم الملقن الجسدي بحمل يد الطفل واختيار الصورة التي تمثل معززًا ما يجذب نظر الطفل كطعام يحبه أو لعبة، وإعطائها للشريك حتى يعطي له الشريك الشيء الذي طلبه مجسدًا، ويتم تدريب أهل البيت على هذا النظام حتى يستطيعون التواصل مع الطفل، ويصبح الطفل مؤهلاً للانتقال للمرحلة الثانية عندما يستطيع التقاط الصور بمفرده وإعطائها للشريك.
المرحلة الثانية
بعد أن يصبح الطفل قادرًا على التعبير عما يريده من خلال الصور، ينتقل إلى تلك المرحلة التي تزيد فيها المسافة بينه وبين الشريك بغرض زيادة وهي الطفل حتى يذهب إلى الشريك بنفسه، ويعطيه صورة الشيء الذي يحتاجه، حتى وإن لم يعره الشريك اهتمامًا، وفي هذه المرحلة يتغلب الطفل على عزلته، فيتم تدريب الطفل من خلال جلوسه مع شريك التواصل وجهًا لوجه، ولابد أن تكون الصورة على الطاولة بينهما، ويقوم شريك التواصل بلفت نظر الطفل إلى المعزز إذا لم ينتبه إليه، فإذا قام الطفل بأخذ الصورة وأعطاها للشريك، يجب أن يعززه الشريك لفظيًّا، مثل: ممتاز.
بعد ذلك يتم التباعد بين الطفل والصورة لكي يتم تمهيد الطفل للوصول لإيصال الصورة إلى الشريك، ثم يقوم الشريك بإبعاد الصورة أكثر وأكثر إلى أن ينجح الطفل، ويدرك بعدها الطفل أهمية الصورة كوسيلة للتواصل.
في الخطوة الثانية يقوم الشريك بتجاهل الطفل وينتظر أن يعطيه الصورة، فإن فعل ذلك ينتقل الطفل إلى المرحلة الثالثة.

إقرأ أيضا:طريقة عمل بحث جامعي

المرحلة الثالثة
حيث تعتبر المرحلة الثالثة مرحلة التمييز بين صورة الشيء الذي يرغبه والصورة التي لا يرغبها الآن، فيتم إعطاء الطفل صورتين، الأولى تكون لأحد الأشياء المفضلة للطفل (كأحد الأطعمة مثلاً) والثانية تكون فارغة، والهدف من هو أن يميز الطفل بين الصورتين، ويقوم شريك التواصل بنفس خطوات المرحلة الثانية، وهي أن يجلس وجهًا لوجه وإن لم يستطع الطفل الإمساك بالصورة، يقوم شريك التواصل بمساعدته، ولكن إذا قام الطفل بالمطلوب منه يقوم الشريك بوضع ثلاث صور بدلاُ من صورتين إلى أن يتطور وعي الطفل في هذه المرحلة، فإذا قام بالتمييز بين عدة صور يصبح من الضروري توفير كتاب التواصل يضم عدة ألواح تحتوي على صور.
ومن الأفكار الجديدة التي يمكن تعليم الطفل بها هي تعليق حبل في كتاب التواصل ليحمله الطفل كحقيبة حتى يستطيع حملها في كل مكان يذهب إليه.
المرحلة الرابعة
توصف هذه المرحلة بمرحلة بناء الكلمة؛ إذ يتعلم الطفل بناء جملة تتألف من كلمتين (أريد الشيء)، ويميز هذه المرحلة عن غيرها دخول عنصر إلى الكتاب وهو شريط الجملة، ويجب في تلك المرحلة أيضًا الجلوس وجهًا لوجه، والمطلوب من الطفل أن يقوم بأخذ الصورة التي يرغبها الطفل، ويضعها إلى جانب صورة (أريد)، وفي البداية لابد من تقديم المساعدة الجسدية للطفل مثل الإمساك بيد الطفل لأخذ الصورة، وإمساك يد الطفل لإزالة الشريط من مكانه، ثم يتم إمساك إصبعه للإشارة إلى الصورة وتسميتها لفظيًّا (أريد سيارة) حتى لو كان الطفل غير ناطق، أما إذا كان ينطق فيجب تشجيعه ليقول الجملة بطريقة صحيحة، وبعد ذلك تقل المساعدة بالتدريج، ويُكرر التدريب مع عدم الاستغناء عن التعزيز، وإذا تمكن الطفل من اجتياز هذه المرحلة ينتقل إلى المرحلة التالية.
المرحلة الخامسة
في هذه المرحلة يتعلم الطفل كيفية الإجابة عن سؤال (ماذا تريد؟) كما يجب أن يكون شريط الجملة موضوعًا على لوح التواصل، وأن تكون الإجابة (أنا أريد) موضوعة على لوح التواصل إلى جانب الصور التي تمثل الأطعمة والألعاب المفضلة.
يتم أيضًا في تلك المرحلة تقديم المساعدة للطفل عن طريق الإمساك بيد الطفل ليأخذ صورة (أنا أريد) ويضعها على شريط الجملة، ويتم تكرار تدريب الطفل فإذا استطاع تطبيق المطلوب منه، ينتقل الطفل إلى الجزء التالي وهو تدريب الطفل على زيادة طول الجملة.
المرحلة السادسة
في هذه المرحلة يتعلم الطفل إحدى مهارات التواصل الوظيفي وهي التعليق، بمعنى أنه يتعلم كيف يعلق على ما سمعه أو رآه، أو يعلق على ما يشعر به باستخدام جملة يقوم بتشكيلها بالصور كما هو الحال في المراحل السابقة، ويكون تكوين الجملة على النحو التالي: اسمع سيارة، أو أرى قطة.
وقد يكون التدريب بإسماع الطفل مجموعة من الأصوات، وبعد ذلك يتم سؤاله هذا السؤال (ماذا سمعت؟) وتتميز المرحلة السادسة بتدريب الطفل على التعبير عن شعوره (سعيدًا أو حزينًا) وقد يستخدم لائحة اسم (أنا أشعر) والتي تضمن عدة مشاعر ليختار الطفل من بينها ما يعبر عن شعوره الحالي، ويجب متابعة تدريب الطفل على نظام التواصل بتبادل الصور.
أنواع التلقين
هناك أنواع من التلقين منها التلقين الجسدي الكامل، وهو التلقين الذي يقدم للطفل في المرحلة الأولى والذي يتم فيه الإمساك الكامل بيد الطفل، وهناك أيضًا التلقين الجسدي الجزئي وهو الإمساك بيد الطفل بشكل بسيط لمساعدته على أخذ الصورة.
وهناك التلقين الإيمائي ويطلق عليه التلقين الإشاري، والذي يتمثل بتقديم المساعدة للطفل لأخذ الصورة من خلال الإشارة إما بالإمساك بيد الطفل، أو بالرمو الذي يستعمل للدلالة على أن الطفل قد استطاع تحقيق الهدف دون أي تلقين.

إقرأ أيضا:طول اليوم على كواكب المجموعة الشمسية

خاتمة
كما اسلفنا في بداية هذا الموضوع تعتبر مراجعة الأهداف التدريبية والعلاجية في البيت أمر مهم؛ نظرًا لطول الوقت الذي يقضيه الطفل في البيت، فيجب متابعته جيدًا، وتدريبه على ما تم تطبيقه في المركز، ويجب أن يكون جميع أهل البيت داعمين لهذا الطفل على قدر استطاعتهم.

 

 

اعداد فريق  اعرف اكثر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
موديلات عبايات سوداء للتفصيل 2021
التالي
ما هي ابخازيا

اترك تعليقاً