ليلة حالكة السواد، إلَّا من وهج النجوم،
يشق ضوئها الفضاء بأكمله ويعبر بملايين النيازك والأجرام، تتباهى جميعها بشدة سطوعها…
سيريوس والفا سنتوري يتربعان عرش السماء بنورهم الوهاج، الفا سنتوري وسيريوس ويجتمع حولهم بقية النجوم، وبقربهم جيرانهم الاجرام والاقمار، أسمع أحاديثهم في هدوء الليل:
-الفا سنتوري: أنظر إلى ذلك الوهج الشديد القادم من كوكب الأرض!.
سيريوس: لم يخفى عليَّ أبداً فإنَّه يكاد يفوق وهجي أنا!.
-الفاسنتوري: عجباً من هذا النجم المضيء ولما هو على كوكب الأرض وليس معنا؟.
-سيريوس: ولكن يا الفا سنتوري أتعلم من يسكن ذلك الكوكب؟ يسكنه “البشر”، كان والد البشر يسكن في الجنة في مكان أفضل من مكاننا حتّى، لكن والدهم أخطأ، أغواه الشيطان فأكل من شجرة أمره ربه بألَّا يأكل منها، فحكم الله له بأن ينزل على هذا الكوكب ويعيش فيه، وأصبح الآن أبنائه يسكنونه.
الفا سنتوري: لماذا يتواجد معهم ذلك النجم من أبنائنا، لا بد وأن ذلك الأدمي ينتمي لنا، فهو ساطع مثلنا، نرى نوره الساطع عن بعد سنين ضوئية فكيف له بالبقاء هناك؟ لا نود أن ينطفأ هناك، إنَّه يستحق أن يتوسط مكاناً بيننا ذلك الأدمي المناضل، يسطع كالنجم مثلنا، على الرغم من أنَّه بشري، وحيد في ذلك الزقاق، لاشبيه له من البشر، ما رأيك أن نطالب به محكمة درب التبانة لنعيده إلى هنا؟
سيريوس: أعلم جيداً سبب وجوده وحيداً هكذا، فإنَّ البشر لا يودون من هو أسطع منهم، ينبذونه وكأنَّه مرض، لا يحبون الإختلاف،
أعلم أنَّه كبشري إحترق لكي يضيء مثلما نضيء نحن،
سارع يا سيريوس في مطالبته من محكمة درب التبانة،
أمَّا بالنسبةِ لي…
سأتنحى جانباً وأقدم له عرش السطوع من الآن!
Comments
0 comments
