مقالات ونصوص متنوعة

،اررداب الامنيات،بقلم: سارة نبيل حسن

أرردابُ الأمنيات

كأطفالٍ أبرياء في قريةٍ تعمُ بالسلام

إعتدنا على تلك الحياةِ الريفيةِ البسيطة ؛ من ري المزروعات و جمع

. بيض الدجاج و إطعام العصافير التي تُزين مزرعتنا

نلتقي بأبناءِ الحيِّ و نستمرُ باللعبِ حتى يراودنا التعب ، يوجد في منتصفِ القريةِ بئر و هو مصدر ماء القرية ، كان مكانُ تجمع الأولاد لِنلعب ؛ كان بإعتقاد الجميع أنهُ بئر الأمنيات الذي إذا ألقيت

. به دمعةٌ منك أو عملة سيتحقق ما طلبته ، إلا أنا لم أكُ أعتقد ذلك

وفي يوم ما إستيقظت باكرًا ؛ أطعمت الحيوانات و سقيتُ المزروعات و هَمَمْتُ إلى البئر و في لحظةٍ ما لم أنتبه لوجود الماء تعثرتُ و سقطتُ في

. ذلك البئرِ االمشؤوم

 

هل من أحد هنا ؟ أنا عالقٌ في البئر أنقذوني أرجوكم

 

شاءَ الليلُ أن يأتي و أنا ما زلتُ عالقًا في ذلك البئر ، تبًا لكم أمهلوا

. حياتكم لحظةَ تفكيرٍ بأنني غير موجود

بدأ صراخ الأطفال و شقاوتهم يخفت شيئًا فشيئًا؛

 

. لا ، لا تذهبوا أرجوكم لا تتركوني لوحدي

سُحقًا لكَ من بئرٍ بارد كيف سأنام الآن؟ فقد امتلأت ملابسي بالماءِ و إنغمرت

إقرأ أيضا:القوس قزح

الظلامُ حالكٌ حتى ضوءَ القمرِ لا يصلُ إلى هنا ، غَفوتُ قليلًا و إستيقظت على ضوءٍ لامعٍ أصفر يأتي من مكان هنا بالبئر هل هذا كهف أم ماذا ؟ أم بدأتُ أشردُ في خيالي خوفًا من هولِ منظري؟

لم أرَ نفسي إلا و قدماي تقوداني نحو الضوء

صوتُ خفافيش هنا أم ما هذا ؟

 

يا لسعدي أنه الذهب الأصفر ، كنز القرصان علاء الدين لكن هذا لم يذكر إلا في القصص و الأساطير هل أنا في حلم؟

يا لحظك أيها البئر بُنيتَ على كنز الأجداد ؛ لم يمر لصًا من

. هنا إلا وإن بَحَثَ عن هذا الكنز

بئر أم سرداب؟

حلَّ الصباحُ و أخيرًا بدأت أصرخ بكل ما أملك من قوة حتى

. سمع أحدهم صوت الإستغاثة يُنادي

أُخرِجَ الذهب من هذا المكان العجيب و تلك القرية الفقيرة أصبحت مدينة ثمينة ، الخدمُ و الحشمُ و الملابس؛ لكننا ما زلنا نمتلك

. البراءة و الطفولة وحُب النهايات السعيدة .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الموضوع عن كبرياء روح
التالي
لم يكن سهلا

اترك تعليقاً