خاطرة

نص نثري بقلم أحمد عبد المنعم عبد الرحمن

يحطّ الحمام على قبر سلمى، ويطمئن.. ينشد ترانيمَ الهديل الشجيّ، يقودني الحنين إلى مضجعها، أرى حمامة تقف فوق شاهدِ القبر الذي أحفظه عن ظهر قلبٍ.

المغفور لها بإذن الله
سلمى ع.ا
14/يونيو/2016 م.
9/رمضان/1437 هـ.

يراني الحمام ويجفل ويكاد أن يطير، اترجاه؛ لا تطر يا حمام، سلمى قد ملّت هرائيَ الطّويل، كانت تستمعُ إلى تفاهاتِ حديثي بكلّ إهتمام، أحدثها عن جوْربي “فتراها تنصت كأنّها ملك ألف ليلةٍ وليلة وهو يستمع إلى شهرزاد” حينما ألقي دعابة سخيفة تنغلقُ بلورات عينيها وتبدأ في ضحك هستيري، أظنّ أنّها تستمع بنفس الإهتمامِ وأنا أحكي لها حالي بعد رحيلها، أكاد أن أجزم أنّها تحاول أن تربت على كتفي لتواسيني… تلك هي عادتها الجّميلة دوماً.

ما الذي أعجبك يا حمام في قبرها…؟ لماذا اخترته بالذّاتِ من بين كل القبور…؟
سوف أجبك أنا يا حمام .. كانت سلمى في حياتها أرقّ من النّسيم الذي يمرّ على الظّلالِ في ليالي حيزران، هادئة في جُنونها وحماِسها ومرحها، حتى البكاء… لم تكن تجيد النّواح،
كانت قطرات المطر تنسكب بهدوءٍ على وجنتيها، وشفتاها الرّقيقتين مغلقتان على فمها تعضهما بنواجذها، تخاف أن ينفرط طوق الحزنِ من فمها، كن رقيقاً يا حمام وأنشد لها أغنيات سعيدة ، فهي لا تستحقّ أقلّ من ذلك.

إقرأ أيضا:ليلة جحيم بقلم:”آيه حازم العاني”

عاد إلى بيته وقد قضى عليه الحزن، وحين استلقى غط في نوم أبدي حتى فاضت روحه …!! وطار الحمام.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خطر الانترنت على الاطفال مخاطر التحرش الالكتروني
التالي
تحميل قران التجويد الملون pdf تحميل مصحف التجويد الملون pdf Download The Holy Quran tajweed (PDF & MP3)

اترك تعليقاً