بعد رحيلك أصبحت أمشي مطأطأ رأسي ليس من الخجل ولكن لم تعد لدي القدرة على رفع عمودي الفقري!بعد رحيلك تشابهت الآلوان جميعافي نظري فالأحمر أصبح كالأسود،أصبحت أرى الظلمة في كل مكان حتى عندما أنظر للشمس!أصبحت مختنقا دائما كمريض ربووهو يبحث عن زجاجة الأوكسجين.منذرحيلك لم أنم لمدة شهرين متتاليين ولم أبكي هل تصدق؟!منذتلك اللحظة التي رأيتك فيها بلاعينين صدقني لم تغمض لي عين.منذتلك اللحظة التي رأيتك فيها مفرغ من أحشائك لم يعد جسدي قادرا على حمل أحشائي!.لقد أوصيتني أن اكون رجلاولاأبكي مهما حدث ولكن كيف لاأبكي وأنا أدخلك قبرك بيدي؟!كيف لاأبكي وقدلمست رأسك المهشم الذي بلاأنف!!.آه ياصديقي لو تعلم ماذا حل بي بعدك أصبحوا يلقبوني بالمجنون وكيف لي أن لاأجن ولقد رأيت صديقي وأخي واعز أنسان لدي في هذه الدنيا بلاأشلاء بلاأظافر بلا أسنان بلاعيون!!!.ألى الآن وأنا أعاني من ألم خسارتك ومرارةفراقك،لازلت ألى الآن في كل ليلةقبل أن أنام أقيم مأتما عليك،لاآعلم لماذا عندما أتأذى من شخص أو بسبب أي ظرف كان أتذكرك وأبكي بحسرةوبغزارة،بما لانهايةمن الدموع وتصبح المصيبة مصيبتان!!لم يستطع أي أحد أن يسد فراغ رحيلك لأن رحيلك صنع ثقبا في روحي.كم أكره تلك الكلمة (الموت)أمقتها مقتا شديدا لقد أخذك الموت مني وأنت أبن سبعة عشر ربيعا!
أود أخبارك بأنه حاليا لدي الكثيرمن الأصدقاءحولي ولكن صدقني أني على أستعداد بأن أضحي بنفسي وبالجميع مقابل أن أرى ضحكتك مرة أخرى التي هي كأحدى معزوفات بيتهوفن.ياترى كيف حالك والتراب يغطيك؟!والعتمة في كل مكان؟!ولايوجد هواء نقي في الأرجاء؟!لطالما أخبرتني بأنك تخاف من الظلام وتختنق في الأماكن الضيقة.أشتقت لك كأشتياق السمكة للماء،كأشتياق الرائد للفضاء،كأشتياق المرأة الحامل لرؤيةجنينها،كأشتياق القمر لضوء الشمس،كأشتياق مريض السرطان لشعره!هل تعلم بأني لاأزال ألوم نفسي لأني في ليلةمقتلك لم أودعك،لم أقبلك جعلتك تذهب بسرعة لأني كنت تعبا جدا وأردت أن أنام لم أودعك لم أحتضنك للمرة الأخيرة ثم أحتضنتك بعدها بيومين وأنت جثة هامدة بلاروح وبلاأعضاء!!لقد أطمئن قلبي عندما دفنتك بيدي بجوار أمير المؤمنين علي بن أبن أبي طالب(عليه السلام)لاتخف فأنت في ضيافةعلي(عليه السلام).
أرقد بسلام ياصديقي فأنا متأكد بأنك طائرا في الجنة ولهذا السبب عشقت كل الطيور بعد رحيلك!
Comments
0 comments
التنبيهات : مُقتطفات من قلبي، بقلم: فهيمة مرعي”شعر” – مجلة اعرف أكثر