مقالات ونصوص متنوعة

“في تمام الساعة الثانية عشر” بقلم روان كلوب(نص أدبي)

في تمام السّاعةِ الثانية عشر من ذاك اليوم كما العادة رسالةٌ خلف قضبان الباب المهترئة
تنغمسين أنت في الكتابة الّتي لم أستطع تفهّمها يوماً لم تنفقين كل تلك الأعباء بينما يمكنك إرسال أحدها بمسجٍ رقمي ولربّما مكالمةً وسماع بعض من الكلمات الّتي تحتاجين لها، تتكبّدين عناءً فارطاً باستخدام الأوارق وكروتاً باهتة، تحبّين تقمّص حبّ الجاهلية، تفضلين سير مايقاربُ ساعة على استخدام رسالةٍ هاتفية ،حاولتُ مراراً ترصّدك أثناء ذهابك لإحدى المكاتبَ لأخذ هدية
بدأتُ أحبُك
يفوحُ عِطرك كأنّما كانت الورقةُ بين أحضانكِ مستلقية
لا تحبّين اللّقاءات المتكرّرة الاعتياديّة خوفاً من زولان رونق الشّوق من كثرةِ الأحاديث المسارةَ
لنلتقِ في مكانٍ واحدٍ كلّ نهايةٍ أسبوعٍ وأنا غافلٌ عن نظراتكِ المباهتة.
تختارين مكاناً واحداً بقولكِ إنّها ملكيتنا الخاصّة أصبحتُ أعتادُ أن أكون إليك سياقاً
أنتظر رسائلِ الّتي لا تأتي إلّا في أواخر أيّامِ الأسبوع لترتيب لقائاً،
تخذليني في كلِّ مرةٍ انتظر تلك الرّسالةِ متأهّباً تحرصين على أن يغلبني النّعاسُ خشيةَ تناظُرنا صدفةً

رسالتكِ اليوم فارغة يبدو جيّداً أنّكِ متعبة مرهقة تماماً كما لو أنّك تثاقلتِ الكتابة أشعرُ بكِ من علامةِ ترقيمٍ أو فاصلةَ وضعت على غير تأهّبٍ منك وعادة
اشتقتُ لنا
أراكَ غداً في تمام السّاعةِ السابعة؛
وضعتِ فاصلةً منقوطة، كلامكِ لم يكن لينتهي فاختصرتِ الأمر
آهٍ منّي كيف سأحملُ جواباً فارغاً لاسألتي حتّى شروق شمسٍ وغروبها
إنّها السابعة جلستُ أترقّب حضورك المبهج لقلبي كما لو أنّه الحضور الأول
تأخّرتِ
مرّ مايقاربُ عشر دقائق وثلاثون ثانيه
ستضحكين لي لتخبرينني بأنّي انتظرتُ أسبوعاً كاملاً ألّا يستحقُ عشر دقائقٍ أخرى وبضع ثوانٍ
لأملي برأسي قليلاً لا تعلمين حجم دقائقٍ في موعد يتمحوركِ
لا عتب عليكِ تبدو من ناحيةٍ أنّك صائبة لكنّني أمتلكُ ذريعة الوقت
مرّ مايقاربُ عشر أعوامٍ وثلاثون يوماً في حسابي أتدركين حجم الخيبة الآن
خسرتُ ذلك العمرِ في انتظاركِ على كرسيٍّ هرم

إقرأ أيضا:مقال بقلم الأخصائية الإجتماعية دعاء عميرة

معادلةُ الوقت الّتي لم نتّفق عليها بتاتاً
نجحت استراتيجيّتُكِ
إنني أهيمُ بك كما المرّةِ الأولى.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“وحي القصيد” بقلم الحمزة محمد الموسى(شعر)
التالي
“عن الحبّ وسما” بقلم لينار علي أسعد (خاطِرة)

اترك تعليقاً