مقالات ونصوص متنوعة

ليالي الفراق بقلم : اسامة محمود القضاة

_مرحباً، لن استطيع اكمال الطريق معك، وداعاً

=اهلاً، ماذا هناك؟، وما طريقة كلامك هذه؟، اخبريني بكلّ شيءٍ حدَث ولمْ يحدُث

_لم يحدث شيء، ولا تتكلم معي بطريقةٍ مخالفة للطريقه الرسميه، نحن لا شيء منذ الباديه ولن نكن كذلك ايضاً، الى اللقاء، اذا كان هنالك لقاء آخر اساساً

في حينها لم يخطر ببالي اي شيء، ولا حتى سبب الوداع، انما كل ما خطر ببالي هي طريقة الكلام، كان كلامها مليء بالشؤم، واخرجت الامر من رأسي باستهزاء، على مبدأ انه لم يعد يهمّني

كانت اول ليلة من الفِراق طبيعيّه، لكن الاُخريات لم يكنَّ مثلها
وفي الليلة التاليه بدأ الامر يشغل بالي، ماذا فعلت انا لكي تبتعد عنّي بهذه الطريقه، بدأت اراجع نفسي واكتشفت انّني لم افعل اي شيء يغضبها، كنت دائماً الرجل الحنون المرافق في الضّراء والسرّاء، كنت الكتف الذي يَسند ولا يُسند، صاحب الكلمة الطيّبه، كنت الطرف المحايد دائماً، الا في صفّها، كنت متطرفاً حتى وان كانت على خطأ وحتى على نفسي، لطالما خذلتُ نفسي لافرحها، كنت الملجأ الوحيد والوطن الكبير لها، كنت الصدر الواسع والرحب لجميع همومها، كنت احمل عنها جميع احزانها، كنّا روحَين بجسدٍ واحد، لم اشعرها يوم انني حزين، او مهموم، لقد كان همي الاكبر ان تشعر بالأمان والاطمئنان والفرح معي، كنت المؤانس لها في وحدتها

إقرأ أيضا:بيّهقٌ في مضمار، بقلم: عمر المصري “نصوص نثرية”

اذاً مالامر؟!، لماذا ابتَعدَت عني؟!، وبعد كل هذا نمت بصعوبه
وفي الليلة التي تليها احسستُ بنقصٍ شديدٍ يصيبني، شعور كئيب يتملكني، مدينة من الاحزان تستوطنني

ينشغل بالي بالتفكير مثل كل ليلة، ولكن هذه المرة لم انام، كلما احاول اخراجها من عقلي قلبي يرفض ذلك بقوه، كلما حاولت التفكير بشيء غيرها كان يُشتَّت تفكيري ويُلمّ بها، تتزاحم الامور في رأسي، احاول جاهداً لايجاد سبب، ما الذي اجبرها على ذلك!، لقد تحوّلَت تماماً، لم تكُن هي التي عرفتها
هل هذا جزائي؟!، ابقى متيقّظاً طول اليوم، لا انشغل الا بِها، افتقد رسائلها، ابحث في كل غرفة عن صوتها الرنّان، ارى عيونها وملامحها على وجوه العابرين، حتى في غرفتي لا يفارقني طيفها، لطالما امتلكني شعور الخائن، مع انّني لم اقصّر معها بشيء، لقد افتقدتها بشكلٍ لا يوصف، لم يعد شعور الاشتياق يفارقني، الم تشتاق لي كما اشتقت لها؟!، احقّاً تمتلك قلباً مثلما امتلك انا؟!، لمَ كل هذا الهجوم؟ لماذا تركتِني احارب وِحدتي لوَحدي؟، هل وجدتي البديل؟ هل وجدتِ الشخص الذي يعوّضك عنّي؟، لا بأس، سيتركَكِ في منتصف الطريق كما فعلتِ بي، انه فقط يريد ان يُطفِئ شعور النقص الذي فيه بواسطتك، ثم عندما يطفئ هذا الشعور سيرحل، انها مسالة وقت فقط، لكن لا بأس، ساكون موجود، ساكون على اتمّ استعداداتي عند رجوعك، لن ارحل، ولا اريد شيئاً آخر، اريد فقط ان انام ولو لِليلةٍ واحده، واريد عوتدكِ باقرب وقت، انا حقاً مشتاق..

إقرأ أيضا:انجازات انتوني فوتشي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم : نور أحمد
التالي
لأخبرك سرًا بقلم : سجى مصطفى عمار

اترك تعليقاً