مقالات ونصوص متنوعة

قيتارة الحياة بقلم :رؤى أبو بدير

قيثارة الْحَيَاة
وَكَان قيثارة الْحَيَاة تَعْزِف لحنها الْأَخِير ، عزفها أَشْبَه بِرُوح تتخابط وَتَمُوت مِن شُجون الشَّوْق ، رَوْحٌ تَغْتَرّ ، وَنَفْس تَرْقُص عَلَى أَوْتَار الشَّوْق ، أَرْقَص وَتَزْدَاد سرعتي ، رَبَّاه مَا بِي ، نَفْسِي مُتْعِبُه ، قَدَمَاي لَا تُرِيدَان الْوُقُوف ، أَلَا يُوجَدُ مَكَان أَقْذِف مِنْهُ نَفْسِي لأقف ، عبثاً تَأْخُذَنِي ، أستكنت لشوقها ، وَالْوَصَب بِي يَزْدَاد ، تَشَدَّد نغامتها ، فَتُسْرِع قَدَمَاي ، كُلَّمَا اشْتَدَّت سحقت أَكْثَر فَأَكْثَر ، تُسْرِع قَدَمَاي فيتفجر قَلْبِي ، وترتجف يدياي ، أيعقل إنِّي هَوَيْت نَفْسِي فِي دُجَى الظَّلَام ، فَأَنَا أَرْقَص لتنتشني خطواتي مِنْ وَحِلَ الضَّيَاع ،فَقَد حَان لِذَلِكَ الْقَلْبِ أَنْ يَجِدَ طَرِيقَة ، فَكَفَاه ضَيَاع فِي مَتاهَة فَارِغَة ، نَفَيْت مِنْهَا الطُّيُور ، أَنْغَام تِلْك القيثارة تَقُولُ لَا تفلتي أَوْتَارِي ، أتعتقدي إِنَّك بِذَلِك ستتوقفِ عَن الرَّقْص ، لَا بَلْ نغماتي ستصدر مِنْ صَدْرِي لتتجول إلَى حُدُودِ أضلعك ، ستحلق فِي سَمَائِك ، كفكفي دُمُوعِك وَحَزِن فؤاديك ، فاوتار الشَّوْق سَوْف تتعبك أَكْثَر فَأَكْثَر وقدماك سَوْف تسرعان ، سَتَكُون انغامي كرصاصة تَزِيدُك أَلَم لَكِنْ لَنْ تَسْقُط ، فأوتاري لَا تَحْتَاجُ لانفاسكِ كَيْ تَعْزِف نغماتها الْأَخِيرَة ستستمر بالعزف ، رُوحِي أَلَمْ يَأْنِ لِكَي الْخُرُوج

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قافية من رحم الجحيم بقلم :عمران عبد العظيم جيرودي
التالي
سقط ولم يعد بقلم: ربا عاطف علي

اترك تعليقاً