مقالات ونصوص متنوعة

بوحٌ مُستَنزف، بقلم : افتكار زغول”قصة قصيرة”

 



فتاة عشرينيّة ، ولدتُ من رحمِ النّيران ، كبرتُ من الألمِ والجِراحِ ، لحظاتي تمضي كلهيبٍ حارق من أفواهٍ قاتلة ، بنيتُ ذاتي من حبالِ مستقبلٍ شائك ، انتشلتُ روحي بقلمٍ وسطورٍ كطفلٍ يأويهِ النهار ويضيق عليه الليل ؛ ليخرَّ بدموعٍ كالسيوف.

مضيتُ سنيني ثابتة ، متوردة ، البراءة بعينيّ والطفولة تنساب من وجنتيّ.
جُرحت ، تألمتُ ، وسقطتْ دموعي كبئرٍ مُهلكٍ تجاوز مجراه ، ضحكت بوجع ووقفت بثبات وتلك العظام بجسدي تتأرجح خوفًا وإصرارًا بالمضي.
حُرمتُ الأب والأم والأخت حتى الصديقة ، وحيدةٌ رغم وجودهم سببًا لآلامي ومأوى لتزداد جراحي ، فقدت حنان الأب ورقّة حضن الأم وبئر أسرارِ الأخت ولم يفتح لي أحدٌ ذراعيهِ كصديق سوى القلم وتلك الصفحات البيضاء المليئة بدماء دموعي.

تضخُّ الإهانات مجرًا لدمي ، تقتلني الكلمات كفُوهةِ بُركانٍ هائج وما زلتُ وحيدةً بعالمي.
تمنيتُ حضن أمي كأيّ أم ، أن أقبلها قبل خروجي ، وتتمنى لي يومًا سعيدًا ، هادئًا بلا عوائق ، ولكنها كانت سببًا بسوءِ يومي ، هدرت قواها تُهينني ، أتعبت أنفاسها بجراحي ولم تضمّد أيًّا منها بحنانها ولو كذبًا.

عاندتُ الحياة لأملك لحظاتٍ مع والدي ، لحظاتٍ كذكريات أبتسم لورودها بخيالي ، ولكن طُعنتُ من أعظم اسمٍ من أبي ، لم يحبني يومًا ولم يمسك بيديّ لحظة ، مضيت أهان منه وتُذرف الدماء دموعًا من عينيّ ولا حيلة لي بإيقافها.

إقرأ أيضا:نص نثري بقلم الاء محمد ابوجبين

فتاةٌ من رحمِ النّيران ، تتملّكها الحياة قسوة وتُطعن السيوف بقلبها ؛ لتنهدرُ الدّماءُ دموعًا وما من علاجٍ يُداويها.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“رسالة إلى من يعرف نفسه” بقلم نُهى مشعل الحريري(رسالة أدبيّة)
التالي
موضوع عن في مرحلة من حياتك

اترك تعليقاً