عذراً أيها الرجال
خاطرة
عذراً أيها الرجال ربما سيخط قلمي هذه المرة عن معجزات النساء، فاسمحولي بالكلام عن كل سيدة باتت كشجرة ما أثمرت إلا البيلسان فكيف لا تكون زهرةً وهي فاتنة هذه الحياة، فاحذروا أيها الرجال إذا نطق لسانكم العظمة أن لا تذكروا فيها إلا النساء فعظمتكم ماكانت يوماً إلا من منهنّ فسبحان من جعلها كتاباً ماكتب فيه إلا الرقة ، وحسن الإبداع ، لأول مرة أرى الجمال يقف محتاراً في هذا الزمان ويخجل من نطق اسمه بينما هناك مايسمى بمعشر النساء فكم من شاعرٍ عجزتً أشعاره عن وصفهنّ من الكمال ؟ و كم من كاتبٍ قيدته حروفه عند ذكرهنّ ؟ وكم من عالمٍ أمضى سنينا ليدرس عقل النساء .فالعالم بلا إمرأةٍ كالحياة بلا ماء أما قلبها هو ذاك العود الذي طالما عزفت به أجمل لحن فاحذرو أيها الرجال إن أعطتكم المرأة وتراً أن تعزفوا عليه بكل حنان لأنه إذا قطع لن َيَعد يصدر هذا الوتر أي لحن كما كان ، فعلموا يا معشر ه النساء مادمتم على هذهِ الأرض فأنكم الحياة وقطرة الغيث لكل عطشان ،وعطراً فاح شذاه كل الارجاء . فمن عجائب اللغة العربية أنها نطقت وقالت عن المرأة مالم ينطقه إي كلام فقيل هُنّ الدواهي والدوا هُنّ لا طيب للعيش بلاهن هل يبقى كلام ليقال بعد هذا الجمال فوالله لم أرى حباً أصدق من حب النساء ، فكيف لا وهُنّ الوطن الذي تلجئ إليها عندما تجد أن الحياة قد ضاقت بك حد السماء و يكفي أنها الأم التي في قلبها دقات عطف لن تجده في أرجاء الأرض مهما بحثت ويكفي أنها الحبيبة التي تضع رأسك على صدرها لتشكي لها هذا الزمان حتى وإن بانت أمامك أنها أرض قاحلة لكن تذكر أنها تخفي ما بين ثنايها جنة من الجنان فتمسك بها قدر المستطاع فخذ الحكمة من حكيمٍ قد شابه رأسها من نساء فقال قلبهم به الصفاء وعقلهم رغم نقصه فيه دهاء إن وضعتك بقلبها رفعتك إلى السماء وإن وضعتك في عقلها فلن يحل عليك المساء فحافظ عليها قدر الإمكان وإن كان مدحي قد زاد لكنها لابد أن ينال
الجزاء
Comments
0 comments
