منوعات أدبية

موضوع عن في مرحلة من حياتك

حنان محمد عرار
خاطرة /الأردن

في مرحلة من حياتك، ستغفر لُجلِّ الذين أخطأوا بحقك، ستكُفُّ عن العتاب اللامجدي، واللحاق بمن هم أرادوا راغبين مغادرتك.
ستتوقف عن التَشبُّث غير النافع بمن كان له بالقلبِ منزلةً أولىٰ.
ستنظر إلى دروبٍ قطعتها، حاسداً نفسك على صبرٍ لأمور ما كانت لتمضي لولا أن كنت حاملها.
ستمشي أخيراً دون أن تلتفت، لن يلفت نظرك الحادّ إلا صادقي الإحساس، وقد لا تتوقف.
في مرحلة صادقة، وحقيقية من حياتك ستعي المعنى الأصح لئن تكتفي بذاتك، بإسعاد نفسك، بكينونتك المعتمة عليك.
ستتكوَّر حول قلبك؛ لتحميه من عابري الأفئدة، حاملي أبشع المشاعر.
حتماً سيأتي عليكَ يوماً كهذا، تشعر وكأن العمر بك مضى طويلاً، فغدوت أعلم الناس بقلبك، تواسيك نفسك، وتحميها بحكمتك وحنكتك، ولا تحتاج لمن يُربت في نهاية الدرب على كتفك.
ستشعر بالامتنان لكل الذين خذلوك قاصدين إيذاءك، فتحولت طعناتهم، لسلّم وصول.
ستناظرهم بأعينٍ ملؤها الاكتفاء وتمضي، حتى ولو بكوا دماءً ما حركوا ساكناً فيك.
حتماً ستتغير، وتُعاد أيامك بملل، وتشاهد بعينيك كيفية تحوّل أقرب الناس إليك، غرباء.
ستحياً مرغماً، أو تنقذ نفسك، لن ينتشلك من سقوطك إلاك، فكن أميناً على نفسك.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
بوحٌ مُستَنزف، بقلم : افتكار زغول”قصة قصيرة”
التالي
غيابُك بوصلةِ الضّياع بقلم جودي أحمد كيلاني

اترك تعليقاً