مقالات ونصوص متنوعة

أزمة فِصام، بقلم:ربى عوض”خاطرة”

أنا أخشى نفسي قد تجدُني أحيانًا سوداويّة ..وأحيانا أخرى أكادُ أتجسّدُ بثوبِ الملائكيّة ، قد لا أكونُ على الإطلاق حاضراً ، وقد تجدُني حاضرًا جسداً و روحًا ،وهذا أصعبُ ما أعيشُ، لن تشعر بشعوري إلّا عندماا تتجسّدُ في ألفِ شخصٍٍ، بألفِ شخصيةٍٍ، بألفٍ عَراكٍٍ، تارةً تعجزُ عن فهمهم و تارةً تعجز عن العثورِ على تفسيراً لهم كم هو مُؤلم أن تشكو من نفسك ، كم هو مزعج سماعَ صراعٌ يوميًّا الذي أنصُتُ له و بحارُ العالمِ تنطوي في مُقلَتيّ، فأنا أعيشُ جليسُ حرباً كونيّة ما راح ضحيَتُها سوايْ ، ‏أنامُ كثيراً هكذا تقول لي أمي ويسألني الناسَ عن موعدِ نومي باستغرابٍ، دوامُ يقظتي ، مُنهكَ، وفي قلبي غُصّةٌ من رمحي ، و الحياة، و قلبي و عقلي ،ومن هذا الصوتِ الملعون الذي لا يصمت ، من الوحوشِ التي بداخلي فهي أخذت جسدي مسكنًًا لها ،أهرعُ من فكرة وجودِها،أخشى أن ينتهي بي الأمرُ و أكونُ أنا الوحشُ الوحيدُ بينها، أنهكت ومتُّّ تعباً في داخلي ، أحمل بداخلي خنجراً رفضَ الإعترافَ بطعني،يجلسُ بين أحشائي و ينكرُ دمَ تعبِي ، الهالاتُ السّوداءُ التي أخذتْ تحت عيوني مَرقداً تشهدُ على تعبي ، رجفةَ يدٍ برهانُ انكسارتي ، قلبي المكسورُ يُوقَدُ كلَّّ يومٍ من حطامهِ شُواءَ حُزني ليذكّرني بحالي ،
أنتِ قوية يردّدونَ  على مسمعي و نفسي تثبتُ لي ضَعفي ،انسجامٌ بينَ الواقعِ و الخيال ، فأقودُ حرباً لعلّي أجدُ مصباحَ علاءَ و يُصفَد وحشُ نفسي ليتضح أمامي .
فَ أخبرني هل ما زال حُزني مُبالَغ ؟ هل ستكون قادرًا على أن تتحمّل بعضُ تعبي و لحظاتً في انتصار حربي أو خسارتي ؟!
‏هذا المكانُ ليس لأمثالِكَ ، فلن تمسكُ يدي حين أقفُ وأنفض عنّي وجوهَ الكدرِ التي سكنتني طويلًا ، سأعيشُ مثلَ أيِّ شخصٍ عادي لن يعلم أحدًا عن حربي فهي حرباً عصيّةً لا أحد يراها ، انتصرتُ بها ولم أنتظر حشداً يصفّقُ لي ، ولكن رغم انتصاري بقيتُ وحيداً ومُنفرداً لكن سعيدة، لأنّ الله شاهدًًا قصّتي وكَفى.

إقرأ أيضا:فوائد عسل السدر على الريق

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
سُؤال، بقلم: شهد ناصر”خاطرة”
التالي
انفصام ،بقلم: أليسار أحمد شقير

اترك تعليقاً