مقالات ونصوص متنوعة

سرُّ سعادة، بقلم :دانيا اسماعيل المصري”نص نثري”

 

أحببتُ أباكَ رجلًا وسيمًا طيّبَ الأخلاقِ،
دائمًا ما همسَ بأذنيّ ألّا أحبّكَ أكثرَ منه، لكنّ قدرتي خانتني فأحببتكَ لأنّك َ منّي ومنهُ أضعافًا وأضعاف،
ضحكاتكُ يا صغيري سعادتي..
لم أدركْ معنى التّعبِ الجميل ِ إلّا وقتَما سمعتُ بكائكَ عندما أخرجوكَ من أحشائي ثمّ نمتُ طويلًا، أو قليلًا لا أدري!
كلّ ما علمتُهُ هو أنّني أريد ضمّكَ إلى صدري فقط،
رغبتي كانت ترتَكُزُ في رؤيةِ ملامحكَ الّتي دعوتُ الله أن يكملها عليّ،
استيقظتُ وقالوا لي: صلّ على النّبي، أتى مولودكِ، وصارَ حلوًا.
فصليتُ مرارًا وتكرارًا وأنا أذوبُ بلوعتي عليكَ، ولم أعد أستطع صبرًا أريدُ لمسكَ،
أعطوني إيّاك مسمّينَ على روحكَ، ولا يدرونَ أنّ القرآنَ رفيقنا طوالَ ما حملتك فيّ،
أطرافكَ وضعَت على أناملي وهنا استوطنتِ السّعادةُ عالمي وأبتِ الخروج.
حتّى شاماتُ عنقي ابتسمت لحضورك،
وشعري، سرّح لأوّلِ مرّة بطريقةٍ صحيحة دون انكماشات،
حتى طلاءَ أظافري بدا مذهلًا..
ألبستُكَ قميصَ دبٍّ وأكلتَ قلبي،
كلّ شيءٍ أصبحَ مختلفًا مذ قدمتَ،
أنتَ نعمتيَ الجميلةُ الّتي أتت إليّ وأنارت دربي،
روحي كطفلةٌ وبكَ امتلأت بالحبِّ،
وأسألُ اللهَ أن تبقى فيضَ ودّي الجميل َ الّذي لا يَعِقّ، وألا ترى ألمًا في حياتكَ، وأن تبقى ظلًا يحميني من حرّ أيّامي، وسندًا أركِزُ عليهِ بعد َ عجزي، وأن تكونَ نظرًا أرى بهِ الدّنيا بعدَ أن يخفّ نظري وبعدما يصاحبني العجزُ وأدخلُ في سنّ اليأس!
سأربّيكَ كمحمدٍ وأكونُ لكَ أمًّا كعائشة، سأصاحبكَ وأحبّكَ وأحميكَ وأناضلُ من أجلكَ حتّى يفنى عمري.

إقرأ أيضا:من هو طاليس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مَن أكون، بقلم : هيا حسن الكرد”نص نثري”
التالي
خاطرة بقلم : سنا جمال سمرة

اترك تعليقاً