مقالات ونصوص متنوعة

فيأحضانِ فينيسيا بقلم:مجد أحمد ديب

طرق الحب لا تؤدي إليكِ….
لطالما سَمعتُ العبارة القائلة
^^كل الطرق لا تؤدي إلى روما^^
لكن لم أقف عندها مطلقاً،ولم أتناولها في موائدِ تفكيري بتاتاً، كنت أظن أن روما المذكورة هي العاصمة الإيطالية”روما”،حتى أتى ذلك اليوم الذي دهتني بهِ عينيكِ،وسُحر قلبي بالجمالِ الخالصِ
وآثر لبي أفعالُ الحب من مودةٍ وصدقٍ و….و….و 
 ^فكيف السبيلُ إلى وصالكِ أخبريني^
لتراود ذهني فكرة روما مجدداً بعمقٍ أكبر،الأمر الذي دعاني إلى الوقوف على أطلالِ تلك العبارة والغوصُ في بحارِ معانيها،من روما تلك التي قصدها الكاتب!!!
لا بُدَ أنها أكبر من أن تكون العاصمة،وأعمق من أن تكون مجرد مكانٍ عابرٍ ذكره،بالتأكيدِ هي شيء خاصٌ واستثنائي دفعه إلى ذلك،أيعقلُ أن تكون روما اسم حبيبته التي خذلته وقطعت أواصر المحبة بينهما،ودمرت معالم العشق،وشَوهت تاريخ المودة العريق،حتى وصل إلى درجة الحيرةِ من أمره ووقف على كفِ عفريت،لا يدري أين أصبحت روما ولم يسمع أي خبرٍ عنها منذ ذلك اليوم الذي قررت به الرحيل عنوةً وبشكلٍ فُجائي،
هاهي شوقٌ تتنصلُ أمامي كروما تلك..
لست أعلم أي خبرٍ عنها وكأنما الأرض شُقت وابتلعتها،كأنها ليست على هذه البقاع من الأرض،وكأن شوق شقت طريقها في غابات الغربة وفي صحراءِ الوحدة،وبقيت أنا ومشاعري وعشثقي و حبي وخيبتي وخذلاني وانكساري نفتقدكُ ونبحثُ عنكِ لكن عبثاً نحاول لاجدوى من البحثِ ولا من الإنتظار لأن سيف البعد بتار وللمشاعرِ قهّار ولممالكِ الحب دَمار،وللذكريات كالمزمار يعزف على الأوردةِ بدلاً من الأوتار،رغم كل ذلك لا زلت بخير إلا أنني أعاني من بعضِ التهشمِ في الذكرياتِ وقليل من كسرِ القلب،مع رشة لا بأس بها من جمرات الحنين التي تلتهب بين الحين الآخر،ولاشيء يأخذني إليك
أغلقتُ كلَّ طرق الحب ووضع إشارات التحذير التي كتبَ عليها،لا تقرب عالم الحب فإنه مدمر،
إن لم تكن مراوغاً فلا تفكر في دخول غابة العشاق،
نعم هذه هي الحقيقة النكراء،بقدرٍ مايكون الحب جميل في بدايته بقدر ما يتحول إلى سلسلةٍ من أفلامِ الخذلان المرعبة،وأجزاء من الأشواق المحبطة
وتاريخ من الندبات السوداء التي تبقى حتى بعد الموت….
لذلك طرق الحب لا تؤدي إليك

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كورونا، بقلم: أسيل العزّام”نص نثري”
التالي
قصة قدري بقلم:عهود الزعبي

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. DEEB قال:

    قصيدة جميلة و عميقة.. وفقك الله

اترك تعليقاً