المشهد يعيد ترتيب نفسه مجدداً، وخزةٌ في قلبي وضيقُُ في صدري وضعت يدي على مكان الألم محاولةً ألتقاط أنفاسي المحتضرة.
عقرب السّاعة يسير ببطء قاتل، نظرتُ نظرةً ماقتةً إلى عقاربها التي لا تتوقف عن أصدار ضجيجٍ يقودني إلى الجنون وأخيراً إنّها السّاعة الثّانية عشر لكنني لست سندريلا لأخرج وأجد عربةً من يقطين في انتظاري لتقودني إلى قاتلي سريعاً.
كُلّ الجمادِ في المنزل غير ساكن وضدّي حتى المسافات تأبى أن تنطوي، رافقني الغيم الدّاكن طوال الطّريق كأنّ السّماء تحذرني وتريد أن تمنعني من المسير، حجراً اعترض طريقي أسقطني على وجهي ألم مبرح في داخلي بدل أن يرتسم على ملامحي وقفت عازمة على إكمال الخّطوات الثّقيلة بثبات.
الرّيحُ تعزفُ مع أوراق الأشجار لحناً عذباً والعصافيرُ تصدر مفاتيح صول محترفة وعتيقة، براكين تفجّرت في داخلي عندما لوحت بيدها أغصانُ شجرة السّنديان التي افترقنا بعدما تعاهدنا على الخلود تحت ظلّها.
سيلُُ من الصّور المحترقة أخترقت مخيلتي وأحدثت فوضى عارمة داخل أفكاري. أدرت ظهري للمكان الّذي لطالما سكنتهُ بجوارحي كُلما خنقتني عبرتي شوقاً لملمس الدّفء في أيامك، صوتاً أخترق جدار قلبي وحطم كبريائه قائلاً :”لا ترحلي مهما ابتعدتي فموطنكِ في أعماقي حيث الخلود عيناكِ بحراً وكنت أنا الغريق دون طوق نجاة ولا سبيل للخلاص منكِ سوى أن تسكني صدري.
كلمات كتبتها على الرّمال لتبعثرها الرّياح.
Comments
0 comments
مُبهِرة في سردك للأحداث .. لديكِ من التشويق والإثارة مايجعلنا نتعايش مع واقع قصة من وحي خيالك وتأخذنا إلى عالم منسوج من خيوط الشوق .. أتمنى لكِ كل التوفيق والنجاح .. موهبتك ثبتت إنِك تستحقين لقب" الكاتبة المُلهِمَة "
مُبهِرة في سردك للأحداث .. لديكِ من التشويق والإثارة مايجعلنا نتعايش مع واقع قصة من وحي خيالك وتأخذنا إلى عالم منسوج من خيوط الشوق .. أتمنى لكِ كل التوفيق والنجاح .. موهبتك ثبتت إنِك تستحقين لقب" الكاتبة المُلهِمَة "
أزال المؤلف هذا التعليق.