نص نثري بعنوان سيمفونياتٌ مؤصدة بقلم فرح إبراهيم العمرو

خلف تِلكَ الأبوابِ المؤصدةِ التي انتَهشَ أطرافُها الهجر، حكاياتٌ انتهتْ قبل أنْ تبدأ، حكاياتُ حزنٍ وفرح، حنينٍ واشتياق، حكاياتٌ نازعتْ لتُكمل ما تبقَّى ولكنها انتهتْ.

سُطِّرت تحت نقطةِ الوقوف،
خلف تلكَ النوافذِ المقفلةِ أحزانٌ ودموعٌ منسابةٌ، لم تُرَ من قِبَلِ أحدٍ سوى مدامِعِها. قمرٌ شاهد وليلٌ جاثم، أناشيدٌ وأغانٍ متبادلة، قلوبٌ امتلأت من التراكمِ وفاضت،
خلف تلكَ الجدرانِ الصمّاءِ أحاديثٌ، مشاعرٌ مخزونةٌ، كتاباتٌ مبعثرةٌ، وصناديقٌ خشبيةٌ عتيقةٌ محملةٌ بالصورِ والرسائلِ المبعوثة، لم يدركوا بأنّها في يومٍ ما ستكون ماضٍ لا يُذكر منه سِوى ترانيمُ الأحزان، حكايةٌ لم يتخيلوا قط بأنّها سترحلُ وتنتهي، حكايةٌ كانت على يقينٍ بأنّها ستكتملُ وتصبحُ بشهرةِ حكايا قيسٍ والعامريّةِ

ولكن الفرق بسيط، هي حقًا اكتملت، ولم يدركوا بأنّها ستصبح شبيهةً لها، لكن بحزنها لا فرحها، بفراقهم لا اجتماعهم، وشبيهةً بجميع تلك القصص التي انتهت قبل أن تبدأ.
رحلوا وتفرّقوا أصحابُ الحكايات، وتفرقت القلوب عن ديارها وأوطانها، ولكن المشاعر لم ترمد بعد؛ لعلها تكون على يقين بأنّها في يوم سترد القلوب رغم البعد!

Comments

0 comments