مقالات ونصوص متنوعة

نهاية رجل شجاع “خاطرة” بقلم:”نوال عبدالله العظامات “

نهاية رجل شجاع

“رواية الكاتب حنا مينا”

خاطرة:

لطالما حملت كلمة “نهاية” معاني كثيرة ويتبادر للأذهان بسماعها أحياناً حزن وبكاء وربما فرح وسرور ولك ان تتخيل أيضا أن النهاية في كلِ أمر مرتبطةٍ إلى حدٍ ما بشخصك وهدفك وتفكيرك ومحيطك ومن حولك، هذه الأمور التي جعلت نهاية كثيرٍ من القصص والروايات والمسرحيات والمسلسلات وغيرها تكون جميلة، وربما تعيسةٍ أحياناً.

الواضح أن عنوان هذه الرواية أضفى بضلاله على رجلٌ استحق بجدارة أن يقال عنه شجاعاً؛ عاش حياةً ملونةٍ بألوان الظلم كلها وواجه كل ما تعرض له من الصعوبات بقوة جأش وما استسلم .

كان طوال حياته متمسكٍ برأيه ومندفعٌ نحو كل الأمور ، لكن لم يكن اندفاعه ذاك مدروساً وكان يتمسك برأيه دون أي تفكير مسبق وحتى لو تبين عكس ما ظنه صحيحاً لم يكن يتراجع عن كلامه على أية حال ودارت الأحداث المختلفة وحصل الكثير من الامور والتعقيدات بسبب هذا التعنت ، وبطبيعة الحال هذه الطبيعة تتغلب على إرادة الإنسان في بعض الأحيان.

حينما أوجد حنا (مفيد )بروايته هذه أوضح الكثير، وضرب فيه أمثلةً كثيره وبرغم أنني التمست ك قارئ حس بطل روايتهِ إلا أنني ما أحسست أيضاً أن كثير ممن فيها كان لديهم ولو فكرةٍ بسيطة أنه كمثلهم بشرٌ أيضا ويمكنه الإحساس!
وكذلك قام حنا بضرب أمثلةٍ اخرى بواسطة شخصياتٍ متعدده تفاوت ذكرها بين ثنايا صفحات روايتهِ هذه ؛ على تناقضات النفس البشرية وتعدد مساعيها فمنها من كانت تحمل بذور الخير و منها كانت بذورها منغمسةٍ بالشر وأخرى كانت تتلون حسب مصالحها، فكان هناك صراعٍ دائم بين الخير والشر، وكان مفيد مثلاً أراد فيه حنا ان يخبرنا من خلاله رأيهُ حول هذا الصراع الذي يمثل بدوره طبيعة من طبائع البشر.

إقرأ أيضا:طريقة تحضير محشي طماطم في الفرن

عندما انغمست اكثر بحروف هذه الرواية أدركت أن هناك أشياء ليست مهدده بوجود نهاية، وبالمقابل هناك أشياء أخرى وبرغم من كل صدقها وقوتها وتأصلها وامتدادها ك شرشٍ معمر في سنينٍ عابرة لا بد لها أن تنتهي.

الكثير من الأمور التي مر عليها حنا ما انتهت ولا زالت؛ فإن عرض مشاهد لسوء التربية والاضطهاد الذي يبدأ من المنزل ، والظلم مثل الذي تعرض له مفيد ووالدته وضعفها هي أيضا وقسوة والده ، لا زال هناك الف مفيد وآلاف من أمثال والدته وأكثر من ذلك تعداداً من أمثال والدهِ القاسي.
إن رأيت سوء المعاملة أيضا والظلم في الخارج أيضا سترى كان أستاذ مدرسته مثالاً بسيطاً على أولئك الأشخاص الذي يكون ظلمهم من نوعٍ خاص أولئك الذين يحرمون الفرص ويشوهون الأشياء فكان أستاذ مدرسته يكرههُ ويعاملهُ بقسوةٍ دائمه وسرعان ما يعاقبه على أخطاءه بالضرب والطرد من المدرسه وفي أحوالٍ أخرى كان يرسله لإحضار الحطب واشياء أخرى وكان مفيد أيضا يسعد بهذه الأشياء فهو يرى في هذه الأشياء نوعٍ من التشفي من الأستاذ فيبهره ببلادته ويسعد إن طرده من المدرسة أيضا.

وإن مررت على النضال فما انتهى فكان الاستعمار الفرنسي آنذاك واما عن الحب فلا يزال أيضا والصديق لازال إن مررت على الأشخاص ذوي النفوس الدنيئة واللذين يحقدون من نجاح ويعادون بلا سبب ستجدهم ستجد من يحكم بيدٍ من حديدٍ ونار ويرتدي وشاح العدل والمساواة ويقنع نفسه بلا جدوى بمحبة الناس ويبهرج الناس من حوله بالطاعة لرضى وما كانت إلا لخوف.

إقرأ أيضا:حقائق عن طائر الطوقان

(الجزء الأول)

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
بدايات جديدة
التالي
أبي

اترك تعليقاً