الآداب

مَقْبرَةُ العُشاقِ بقلم إيناس محمود حطب                                          

مَوتٌ عَلى قَيدِ الحياةِ، حُبٌ عَلى قَيدِ الفُراقِ، وَفَاءٌ عَلى قَيدِ الغَدْرِ، سَلامٌ عَلى قَلبِي المُمَزَق، الذي يَمتلِئُ بِخَيباتِ الأَمَلِ، بِذبحاتِ الصَّدرِ، بِكُسورِ الحَياةِ، وذِكرياتِ الماضي .

عُيوني الحَزينَةِ تَنتظرُ نُورَها، حُزني يَعكسُ مَرارةَ  العيشِ بدونِكَ، قُبِرَ قَلْبِي قَبْلَ فُرَاقٍ دَامَ سَنَواتٍ، كَانَتْ مَقبرتي تُدعَى مَقبرةُ العُشَّاقِ، كُنتُ أَستَنجدُكَ لِلعودةِ إلى الحَياةِ، أستَنجِدُ الذّكرياتِ الأليمَةِ التي أذكرُها بِذَبحةِ صَدر، الحَياةُ هِيَ أنْتَ وَمَرارَتُها البُعدُ عَنْكَ، بُعدُكَ أذابَنِي، اسْتَهْلَكَني، جَعَلَ قَلْبي يَدْخُلُ عَالَمَ الجَحيمِ .

طُفولَتي العابِرَةُ لَمْ تَعبُر بِكَ، بَل احتوَتكَ وكانَت أسِيرَةً لِعينَيك، العَسَلُ الذي يَنبُعُ مِن عَينيكَ لَمْ تَستَوعبَهُ نَحلَةٌ مِنْ قَبل، كَانَ هِبَةً مِنَ الله لِتَسحَبَنِي إليك، أُحِبُكَ لا بَلْ نَعم، ومَا الكَلامُ إلاّ مُصَنَّعٌ بِالأمَلْ، أمَلِي اليومَ بِكَ، وَغَداً العَودَةُ إليكَ، وَمُستَقبَلِي يَكُن بَينَ يَديكَ، أنا الآنُ أُعلِنُ لأحفَادِ روحي أنّ قَلبِي لَمْ يَكُنْ كَفِيلاً بِحُبي الأبَدي، بَلْ كَانَ صَدِيقٌ وَفِيٌ يُسْعِدُ قَلْبِي وَيَسْتُرَنِي بِبُعدِي وَيُحِبُنِي بِهَجرِي وَلِم يَنسانِي رُغمَ نسياني

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خُذ بِيَّدي.
التالي
مكتظّة بالقوة بقلم جنى جُربان

اترك تعليقاً