خاطرة

العشم المفرط، بقلم : شيماء أسامة الناصر

كلّ زاوية تعرفها ..
هُنا وهناك جلست، لو أنّها تقوى على الوقوف لوقفت!
لكن!
الوقوف ليس بأمرها حتّى!
أسندت رأسها المُثقل بكلّ هموم الأرض على الجدار المُغبر، وجلست على الأرض وكأنها تحمل الدنيا على ظهرها، رفعت رأسها إلى السماء، وجدتْ غيمة تضحك وأخرى تبكي، سألتهن، كيف لاتشعرن ببعضكن إحداكن تبكي بحسرة يصلُ أنينها إلى الأرض، صاحبتها بجانبها تضحك بصوت عالٍ كالرعد؟
مضت عدّة دقائق من الصمت المُرعب، ثمّ بدأت الغيمتان تَرعدنَ بضحكتهن!
فانفجرت ضاحكةً ودموعها تسيل كالمطر، وصرخت ..
تخيّلوا صرختْ!
نسيت حقوقها، نسيت حدودها وصرخت!
نظرت إليه غاضباً، مُعاتباً، لأنها نسيّت أنّه لا يحق لها الضحك، أو حتى البكاء!
لا يحقّ لها سوى أن تكون نسخةً منه، تضحك عندما يريد وتبكي عندما يريد أيضاً ..
وقامت بفعل شنيع بحقّ البشرية كلّها وصرخت!
نسيّت تلك الغبية أنّه لا يحقّ لها أن تعيش لحظة غضب دون وعي، أجهرت بأصوات روحها، بكوامن قلبها، لم تحترم نفسها لذلك تستحق أن يُقلَب ليلها نهاراً، وأن تحمِل كلّ همومها وحدها، لتمشي في شارع حيّهم القديم المغبر، وهو يتباهى بمشيته أمامها مؤنباً، وكلّ من في الشارع ينظرون إليها بسخرية!
مرّت الأيام ومازالت تحمِل حملها وحدها، ولازال الطريق طويل أمامها ومازالت خائفة!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ما زلت أحبك، بقلم : رهام منير عبد النور
التالي
تاجر النوادر ,بقلم : موسى الملا”نص”

اترك تعليقاً