مقالات ونصوص متنوعة

حلم مبتور، بقلم : سلام محمود جمعة

بأصابع رشيقة وبخفة راقصة باليه ..لامست أصابع البيانو ، آلتها الموسيقية المفضلة ، بعد أن خلعت من قدميها حذائها الصغير حتى تستمد اللحن من الأرض تحتها، لاعتقادها الدائم بأن الإيقاع يتسلل من الأرضية إلى قلبها، أغمضت عينيها وبدأت العزف ، وكأنها تبصر بعين قلبها لا بعينها ، أو ربما حفظت عن ظهر قلب إيقاع أغنيتها المفضلة “يارا لجدايلها شقر ..وفيهن بيتمرجح عمر …” ،ولم تدرك هل كانت مصادفة أن تولد شقراء بجدائل ذهبية اصطبغت بلون الشمس!! أم المصادفة أن يمنحاها والداها اسم يارا!؟ إنه لأمر مثير للدهشة حقا” ! لكنها أحبت جدائلها ،وأحبت اسمها، وأحبت المغنية فيروز التي غنت لها ” يارا لجدايلها شقر” ، واصلت العزف وتضاعف إحساسها بالسعادة بعد أن وصل إليها صوت أمها العذب من الغرفة المجاورة تغني معها على نفس الإيقاع ،وشعرت بأن النغمات تحلقت حولها كالفراشات وأخذت بيدها تعيدها إلى مكانها بينهن ، لطالما كانت ترى نفسها بأنها نغمة من هذه النغمات وجزء لايتجزأ من الموسيقا التي باتت تحس بها كما تحس بدمها في عروقها ……كان ذلك قبل أن تستفيق من حلمها … قبل لحظة العودة إلى الواقع …. قبل أن تتنتبه ليدها المبتورة ….وقبل أن تسلب الحرب يدها وتغتال موهبتها .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
إحدى لحظات الحرب، بقلم : جوزيف رولان النعنع
التالي
الحب لا يموت، بقلم : سام خليل ذيب

اترك تعليقاً