مقالات ونصوص متنوعة

اللَّاوضوح..،بقلم:علي الرفاعي/سوريا

ا

طريقي إلى النهاية مكدّسٌ بعلاماتِ ‘ توقف ‘ مصبوغة باللون الأخضر..
أضمحلُّ بإرادتي، و باسمِ العاطفة، تحت هذه السماء الفارغة،.. لأهربَ من مستقبلٍ مملوء بالشكوك و الريبة!

مذكراتي، التي غالباً ما اخربشها توَّ استيقاظي من نومٍ مضطربٍ بسرعةٍ لئلا يتطاير الحلم..
أو فلأقل.. لئلا تتطاير شذراتُ الحقيقة التي أُمضي يومي في الهربِ هلعاً منها..
أصمُّ أذنيّ إذ تهامِسني بين كلّ ثانيتي انتظارٍ لمهمّةٍ تعجيزيّةٍ جديدة..
أشيح بناظريّ عنها إذ تحدّق بي بوقاحةٍ من كلِّ سطحٍ عاكسٍ.. أو بؤبؤي عيني صديقةٍ تكترثُ حقاً لأمري..

‘ لا أثق.. بأيٍ كان ‘

لا تنطلي عليّ أيٌ من كلماتي التحفيزيّة المليئة بالهراء
بأنني سعيد، بأنني ممتنّ للحياة، بأنه ما زال هنالك أملٌ لما آمنتُ به من فضائلَ و ما اشتهيتهُ من نزهاتٍ لما وراء التلّ!

لا أحد اعلمُ منّي بقدرتي اللامعقولة على تدميري!

أحبسني بغرفةٍ بها اربعُ جدران، لسبع عشرة دقيقة و ثانيتين
ستجدُ جداراً من الأربعِ مطلياً بالأحمر القرمزيّ، جثّة بجمجمة منخورة، شيطانٌ يبكي و روحٌ تائهةٌ لا تعلم ما سيحلُ بها!

علّق على احدِ تلك الجدران لوحةً غير مفهومة المعالم، سأغرقُ بتفاصيلها و انتشي بجرعةٍ زائدةٍ من الألوان!

ضع شخصاً يتلو الأكاذيب، سأنسجُ من اقوالهِ صورةً و أحبسُني بداخلها إلى أجلٍ غير معلوم!

إقرأ أيضا:الدنيا علمتني بقلم هبة وسام

انصب مرآه.. و سأقضي لياليّ محاولاً القفز بداخلها، لأعانقَ الشاب الأخضر على الجانبِ الآخر..
و أخبره بأنه لم يستحقّ أياً مما فُعل به.
سأخبره بأنه، و ان خذله الجميعُ قبلاً، فما زالَ يستطيع ان يثق بي
سأخبره بأنه قويّ.. و بأني سأجعله فخور يوماً ما
سأفعلُ ذلك بينما أنظرُ مباشرةً إلى عينيه، مؤكداً له بأني أعني كلّ حرفٍ نُطق مع كلمة ‘ أحبك’ ، و كل وعدٍ لم يُنطق بين طيّاته..
و بأنه ما من شروطٍ تُبطلُ ميثاقنا..
ثمّ سنبكي معاً.. لأيامٍ
هو.. فقط هو .. يعلم كم من الجهدِ يستنزفُ الابتسامُ منّي، أو تعديل نبرة صوتي لئلا تسألني أمي ما الخطب..

هو فقط يعلم، كم كنّا.. و ما زلنا.. و سنكون دوماً.. أقوياء
بمفهومنا الخاصّ للقوّة..
و دون تخلّي أحدٍ عن قلبه..

علي الرفاعي
سوريا..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
سبات الوعي..، بقلم: ليلى أحمد
التالي
الزمن ينتصر على صبري..،بقلم:ميس حمزة بلّوط/سورية

اترك تعليقاً