مقالات ونصوص متنوعة

مُرٌّ أشقر، بقلم : رؤى النمرات

مُّرٌ أشقر!!
بينَ حدودِ قلبي مسكَنُك… وبينَ ثَنايا عقلي مرجِعك، أحاول مراراً وتكراراً، أريدُ الهروبَ مِنّكَ لكنني لا أستطيع، أبتعدُ عنك خطوة لأرى الأيام تقربني إليك، أحاولُ نسيانك فأراكَ صُدفة فتحيي ذاكرتي مجدداً لأجلك، انت لا تريدني فلم كل هذا التعلق؟!
 لا تؤذني بقربك وأنا من دعوتُ الله كثيراً لطوال عامين مضو أن أكون بأحضانك مستقبلاً، أصبح هذا المستقبل حاضراً لكنه يخلو منك، أعيشهُ بكل تفاصيلة الحزينة والقليل القليل منها السعيدة، لكنها بدونك؛ رغمَ أنكَ بهجةُ الأيام والسنين، لو أنك بقربي الآن لما تهمشتُ لهذا الحد، لما بكيتُ من أتفه الأسباب، حاولت كثيراً التقرب إليك لكنك في كل مرة كنت تبعدني عنك أو بالأحرى كنتَ تبعدُ نفسكَ عني، وضعت درعكَ المتينَ لي وكسرتَ لي درعي فكسرتُ لأجلكَ العادات والتقاليد فكسرتَ لي قلبي في ليلةٍ هادئةٍ وكأن ضجيجها اجتمع ليدخل في أعماقي ويبدو لي العالم بأنه مكانٌ هادئ وما هو إلا مكانٌ وأنا فيهِ مركزٌ وتجمعٌ للحطام والدوار، ليلة ذات سوادٍ دامسٍ كذلك السوادِ الذي أُلقي على عيني لشدة البُكاء، دموعٌ لا أستطيع عدَّها نزلت في ساعات لن أستطيع إحصائها أيضاً ، كيف نمت يا عزيزي ليلتكَ تلك وقد كنت تعلم يقيناً بأنني أبكي الآنَ عليك وعلى نفسي وعلى الأيام والتفاصيل! كيف وضعت رأسك على وسادتك حينها! كيف أخذك النوم بعيداً عني ومن دوني! تركتني وحيداً أعاني فرقاكَ وما كان فراقي لك يدعو للأهمية فما أنا بالنسبة لك إلا شيئًا أقلُ من عادي، تركتني أبكي بحجم كل ما سببته لي، خذلانٌ كبير، تركت يدي، أفلتني لأقع ضحية المنتصف وأنتَ امضي في طريقك سلامُ الله عليك، فالماضي الآن يؤلمني وما المستقبل إلا شيء يؤرقني وأما عن حاضري فإني أعيش به بجثة هامدة دون مشاعر أو أحاسيس، جميعها ماتت، أو أنها كانت وفيةً لك كثيرًا  فما إن ابتعدت حتى غابت كلها معك، كيف تتركني محطماً مهمشاً ملطخاً بخيباتي وآهاتي، هل لكَ أن تعودَ الآن وترجعَ بناء درعِ قلبي، هل لكَ أن تعودَ لأحضاني كتلكَ الرسمةِ التي بنيتُها لكَ في مُخيلتي، هل لكَ أن تعتذر لي، أن تبتسمَ لي، أن لا تتجاهلني، أخبرني أنكَ آسف قُل لي لقد أخلفتُ بوعدي، لكن كبريائكَ ذاكَ من يسيطرُ عليك، أعلمُ أنكَ اتخذتَ القرار بلحظةِ غضب وما ذنبي أن تتخذَ جُرماُ بحقِ قلبي الذي أحبكَ بسبب عصبيتكَ المُفرطة وما ذنبُ عيناي أن تقرأ تلكَ الرسالة منك”لا أريدُ التحدثَ معكِ” يبدو أنني لستُ سِوى شيئاً ثقيلاً كبيراً على قلبكَ رغم احتضانِ قلبي له لكنهُ يدَّعي بعدمِ حُبِه، ما الذي أصنعهُ لكَ يا عزيزي لتُدرِكَ أنني أحبكَ حقًا، حلفت لك بعمري ولكنك لم تصدق رغم أنك عمري وما فيه، حياتي ومماتي وما بينهما، كيف لك أن تصدق الدموع في عيني وقد أزحتَ وجهك عن وجهي لكي لا أراه لتخبرني حينها بأنك تريد فتاة شقراء، ذات عيون خضراء أو زرقاء وبشرة بيضاء وشعراً يميل إلى الأصفر، يبدو أن جمال الروح لا يكفي، من قال بأن الروح تهمُّ هذهِ الأيام، الجميع ينظر إلى الأشكال، وما ذنبي أن خلقت بعيون بنية وبشرة حنطية وشعرٍ خروبي طويل، ما ذنبي إن لم أكن كما تريد، ألم يكفي حبي لك لتحبني، وما شأن قلبي بإخباره بتفاصيل وجهي البسيطة، ليتك ألقيت نظرك ولو لمرة واحدة إلى قلبي، لربما ستدعي حينها بتفاصيل أخرى للقلب فقط لتبعدني عنك، كأننا أنا وأنت في تحدي أنت تسعى للبعد عني وأنا للقرب منك ،وماذا عن ما كتبته ذات مرة بأن جمال الروح ما يجذبك، وماذا عن روحي الآن، أكسرت تلك القاعدة عندي لتربح النزال أم أن روحي حقاً لم تعجبك، وما الذي بها لم يعجبك، أتريد روحاً شقراء أيضاً؟
ماذا عن حبي الكبير، أعندك ضريح يسعه؟  إن استطعت إحضارَ ضريح يضمهُ سأدفنهُ بكلتا يدي، سألطخ يداي بترابه، سأنساه وعند تذكرهِ سأقرا عليه الفاتحة فهو شهيد هذا النزال.
أوجدت فتاتك الشقراء ذات التفاصيل الجميلة التي تريدها أم أنك ما زلت تبحث عنها في أزقة هذه الحياة؟! أيعقل أنها ستتحمل عصبيتك المفرطة؟! هل ستتحمل أن تهشم لها قلبها بكلمات؟! أو عذراً يا حبيبي ستكون حريصاً معها كل الحرص ستنتقي لها الكلمات لكي لا تخدش جمالها بشيء.
أتذكر ذات مرة عندما أخبرتني بأنك ستبقى تتكلم معي، ما الذي حدث لك؟ هل مللتني! رغم أن هذا الحديث لم يدم ليومين كاملين ولم أخبرك حينها إلا صباح الخير ومساء الخير، أتمنى لك الخير وأي خير لي هو هذا عندما أرسل لك رسالة وتتجاهلني!! ، لكنني هنا، أحترق بهدوء، ألوّح لك بيدي، هل تراني؟ هل لاحظت وجودي؟ هل رأيت يوماً حجم تلك الابتسامة التي أرسمها على وجهي لحظة رؤيتي لك؟ لو أنك تستطيع أن تسمع دقات قلبي عند رؤيتك؟ لكنها حتماً لن تؤثر فيك شيئاً.
الرقم ثلاثون ذلك الذي أصريتَ ألا  يزدادَ  واحداً ليصبحَ واحداً وثلاثون، هل يذكرك بشيء، ولكنني لست واحدةً لأنضم لذلكَ الرقم الكبير، فلو قارنا بينه وبيني لرجحتُ أنا بحبي لك، أقولها بكل صدق ويقين،أعلم يقيناً ما أكننتُهُ لكَ بداخلي، لكن لا بأس يبدو أنك إنسانٌ تبحثُ عن المظاهر، رغم أنك أخبرتني ذاتَ مرة بأنه لو أحبتك فتاة فائقةُ الجمال وخالفت قوانين عشقك وحبك ستتركها، لم لم تعكس القاعدة كأن تنظر للحب أولاً ثم للجمال؟
ألم يخطر ببالك ولو للحظةٍ واحدةٍ بأن كلامك ذاك آذى قلبي وبشدة؟، ولكن لم يخطر فهو ليس شيئاً بذلك الأهمية.
حبيبي بكل وجعٍ وألمٍ

إقرأ أيضا:10 من أجمل أدعية مستجابة في كل أمور الحياة ان شاء الله

جمعك الله بفتاتك الشقراء.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خلطة السبع بهارات
التالي
بسكوت الشاي بالقشطة

اترك تعليقاً