مقالات ونصوص متنوعة

من أنتِ ، بقلم : بشرى أبو عائشة زائد

استيقظتُ مُتأخرًا كَعادتِي مُستلقٍ على الفِراش، أسمعُ صوت أمي تصِيح قائلة: “عمر يا عمر انهض إنها الثانية ظهرًا” ، نظرتُ إلى النافذة بعمق وكأنني لأول مرة ألاحظ وجودها داخل الغرفة ، نظرت ونظرت إلى أن ارتسمت ملامح وجهك في مُخيلتي، عيناكِ البراقة وبسمة شفاهكِ الملفتة، دمعت عيناي، أغمضتهما ونهضتُ مسرعًا. الجميع مُستغرب عاداتي الجديدة وسهري الدائِم وانقلابي إلى شخصٍ عصبي فإن غرزتِ بداخلي سكينًا لن ترى دمًا يخرج من قوة صلابة روحي المُفاجئة .
مَرّ اليوم ومَرّ ما بعده ومازلتِ مسيطرة على تفكير عقلي ..
في داخل الغرفة مجددًا ، كُنت متكئًا سارح البال، جَلبت دفتري والقلم وبدأت بالكتابة :
رُوحي الحَزينة :
المُثقَلة بالآلام كـَعجوزٍ لم تُنجب سِوى عاقٍ لها..
تَحمل الحطب فوق حدبةِ ظهرها وتسير لمسافاتٍ طويلة لتصل إلى كوخها تحاول أن تُشعلَ النار لتدفأ فَـتُمطر،كانت عيناي، يحاول الزمان أن يُشيخهما ولكن بسمة شفاهي الكاذبة لطالما لعبت دور المنقذ فتزينهما وبلون الفرح تُلمعهما ..
قصرت بحقوقك وجعلت الشوق يرسم أثارًا في داخلك، من هي ومن أنا وهل سيجمعنا القدر ونصبح ذات يومٍ معًا؟!
 رُوحي الحزينة أنا…
لم أكمل تلك الكلماتِ إلا وقد شعرت بالدوار وعدم قدرتي على الإكمال ، استلقيت ولم تمضِ حتى دقائق إلى أن غفوت ..

للجزء المفقودِ منّي :
قَبل أشهرٍ من اليوم ، كتبتُ لكَ رسائل تفيض بالمشاعر تزينها كلمات خلابة .
أراكِ مضطربة الأفكار ، دمعةً نزلت سهوًا من عينيك.. أأنتِ بخير؟ لا يسعُني السؤال، لا أجرؤ عليه. فأنتِ لا تعرفين مدى حبي لك بعد ، لذلك أحاول تجميع الأفكار في رأسي، ما الخطب؟ ما قد يُحزن امرأة بتلك القوّة؟ أيُّ ظروفٍ أحزنت عينين كانتا تطردان بالضحك في كل مرةٍ أراهُما.
أضعُ يديّ على رأسي، وأتخيّلكِ، ترتدين لوني المفضّل،  رغن أنّي لم أركِ ترتدينه قط، لكن في أوهامي الأمرُ مختلف. 
في أوهامي : أنتِ لي، نحنُ معًا، نتشاجر أحيانًا لكنّنا سعداء ، في كل مرة أغضبك تنسين ماحدث وتعودين إليّ لِنعيش بِحُب وسلام .
أستيقظُ الآن، أطلتُ الحُلُم، إنها الساعة السادسة صباحًا
ها أنتِ مجددًا تزورين أحلامي وتجعلِين قلم فكري يكتب ، من قد يصدّق، هذا كله لم يكن سوى وهم!
من الذي أوقف زمن الحلم؟ من الذي زرع بداخلي الحُبّ؟
من أنتِ لتفعلي بي كل هذا ؟
ليبيا

إقرأ أيضا:اسبابه و طرق علاج جير الاسنان

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
جعلته صالحًا للحب, بقلم : راما شريف الملاجي “خاطرة”
التالي
فضفضة قلبية ، بقلم : لينا مازن الطريفي

اترك تعليقاً